شهدت هوليوود تحولاً دراماتيكياً في علاقتها بالذكاء الاصطناعي، من اعتباره عدواً رئيسياً خلال إضرابات هوليوود الأخيرة إلى استخدامه في أفلام حائزة على جوائز الأوسكار. فبعد إضراباتٍ واسعة النطاق للممثلين والكتاب للمطالبة بحمايةٍ من الذكاء الاصطناعي، بدأ استخدام هذه التقنية في الأفلام والبرامج التلفزيونية وألعاب الفيديو، مما أثار جدلاً واسعاً.
استُخدم الذكاء الاصطناعي في فيلمين حائزين على جوائز الأوسكار، أحدهما لتعديل الأصوات، والآخر لتحسين لهجة الممثل أدريان برودي الذي فاز بجائزة أفضل ممثل. كما استُخدم لتقليل عمر الممثلين، مثل توم هانكس وهاريسون فورد. وتُشير هذه الأمثلة إلى التزايد السريع لاستخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الترفيه.
لكن هذا التطور لم يخلو من الانتقادات. فقد واجهت شركات مثل OpenAI و Google دعاوى قضائية من كتاب وممثلين ومنظمات إعلامية، بتهمة سرقة أعمالهم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي دون موافقتهم. ويُطالب صناع الأفلام في هوليوود بتشريعاتٍ لحماية حقوقهم الملكية الفكرية في ظلّ هذا التطور التكنولوجي السريع.
يُبرز استخدام الذكاء الاصطناعي في هوليوود تحدياتٍ أخلاقية واقتصادية. فمن ناحية، يُمكن للذكاء الاصطناعي خفض التكاليف وزيادة الكفاءة في إنتاج الأفلام، مما قد يُتيح الفرصة لصناع أفلام مستقلين. ومن ناحية أخرى، يُثير مخاوف بشأن استبدال الوظائف البشرية، خاصةً الممثلين المساعدين، والتأثير على الإبداع الفني.
تُشير دراسة أجرتها OpenAI إلى أن الممثلين المساعدين هم الأكثر عرضةً للاستبدال بالذكاء الاصطناعي، بينما يُعتبر الممثلون والمدراء الكبار الأكثر أماناً. لكن يُؤكد المُطورون على أهمية دور الفنان في عملية الإنتاج، وأن الذكاء الاصطناعي لا يُمكن أن يُحلّ محلّ الإبداع البشري.
يُناقش هذا التطور أيضاً في سياق التنافس العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تُطالب شركات التكنولوجيا الأمريكية بتعديل قوانين حقوق النشر لتسهيل الوصول إلى المحتوى المُحمي بحقوق الطبع والنشر لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، مُدّعيةً أن ذلك ضروريٌ للتنافس مع الصين. لكنّ صناع الأفلام في هوليوود يُعارضون ذلك، مُشدّدين على أهمية حماية حقوقهم الملكية الفكرية.
في الختام، يُمثل استخدام الذكاء الاصطناعي في هوليوود فرصةً وتحدياً في آنٍ واحد. فمن الضروري إيجاد توازنٍ بين الاستفادة من إمكانيات هذه التقنية وحماية حقوق الفنانين وضمان استخدامها بطريقة أخلاقية ومسؤولة.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي
