هل يمكن للولايات المتحدة حقًا فرض حظر عالمي على شرائح الذكاء الاصطناعي؟
كتبت: أمل علوي

في خطوة مفاجئة، أظهرت شركة هواوي قدرتها على الابتكار من خلال هاتفها الذكي Mate 60 Pro الذي يحتوي على شريحة متقدمة بحجم 7 نانومتر، وذلك رغم القيود التكنولوجية الأمريكية. ردت الولايات المتحدة بسرعة على هذا التحدي من خلال تشديد ضوابط التصدير وتوسيع القيود المفروضة.
مع تقارير تُشير إلى أن شرائح هواوي Ascend AI تقترب من مستوى أداء شرائح Nvidia، سعت الولايات المتحدة إلى تصعيد حربها في مجال أشباه الموصلات لتشمل العالم بأسره. وأوضح إعلان إدارة ترامب أن استخدام شرائح Ascend “في أي مكان في العالم” يعد انتهاكًا للضوابط الأمريكية، مما يكشف عن خوف عميق من أن الهيمنة التكنولوجية الأمريكية لم تعد مضمونة من خلال القيود وحدها.
ظهر حظر الشرائح العالمي في 14 مايو 2025، عندما ألغت إدارة ترامب قاعدة انتشار الذكاء الاصطناعي التي وضعتها إدارة بايدن دون تقديم تفاصيل عن سياسة بديلة. بدلاً من ذلك، أعلنت إدارة الصناعة والأمن (BIS) توجيهات لتعزيز ضوابط التصدير للشرائح الذكية في الخارج، مستهدفةً بشكل خاص معالجات Ascend من هواوي.
نطاق السلطة التكنولوجية الأمريكية
تُشير التقارير إلى أن هذه التوجيهات الجديدة تركز على شرائح Ascend بعد إلغاء قاعدة انتشار الذكاء الاصطناعي. ولكن آثار هذا الحظر تتجاوز التوترات الثنائية بين الولايات المتحدة والصين، إذ تطالب الولايات المتحدة الدول المستقلة والشركات حول العالم بالامتثال لتفضيلاتها السياسية المحلية.
يثير هذا النهج التساؤلات حول السيادة الوطنية والتجارة الدولية. هل يجب أن يُمنع ناشطون في البرازيل من استخدام أفضل الحلول المتاحة لمجرد أن تلك الشرائح مصنعة في الصين؟
مقاومة الصناعة للضوابط العالمية
حتى داخل الولايات المتحدة، تعبر صناعة الشرائح عن قلقها بشأن سياسات واشنطن. التوسع العدواني في ضوابط التصدير يخلق عدم يقين يؤثر على سلاسل التوريد العالمية وشراكات الابتكار التي تم بناؤها على مدى عقود.
تحذر التحليلات من أن توجيهات واشنطن الجديدة تجبر الشركات التكنولوجية العالمية على اختيار الجانب، مما يعمق الفجوة التكنولوجية بين أكبر اقتصادين في العالم.
مفارقة الابتكار
قد تؤدي السياسات الرامية إلى الحفاظ على الريادة التكنولوجية الأمريكية إلى تقويضها. اعترف الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، جنسن هوانغ، بأن هواوي هي “واحدة من أكثر الشركات التكنولوجية قوة في العالم”، مشيرًا إلى أن الصين ليست متأخرة في تطوير الذكاء الاصطناعي.
تداعيات جيوسياسية
يحذر محللون من أن تنفيذ هذه التوجيهات بشكل صارم قد يستفز الصين للرد، وقد تصبح نقطة تفاوض في المحادثات التجارية الجارية بين واشنطن وبكين.
خيارات ما بعد الثنائية
لا ينبغي للدول أن تحمي مصالحها الاستراتيجية فحسب، بل يجب أن تتبنى إطارًا يتوازن بين الأمن والابتكار. إن حظر شرائح الذكاء الاصطناعي العالمي قد يسرع من التجزئة التكنولوجية بدلاً من منعها، مما يخلق عالمًا أكثر تفككًا وأقل كفاءة.
الخلاصة
تعتمد مستقبل صناعة أشباه الموصلات على إيجاد حلول مستدامة تلبي احتياجات الأمن دون تدمير الشبكات التعاونية التي تعزز التقدم التكنولوجي. مع بدء سريان هذا الحظر، يترقب العالم ما إذا كان الابتكار سيزدهر من خلال المنافسة أو سيتجزأ بسبب الضوابط.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.







