من الروبوتات المحادثة إلى الألعاب الذكية: كيف يزدهر الذكاء الاصطناعي في الصين؟
كتب : محمد شاهين

في شقة صغيرة ببكين، يجلس تيمي البالغ من العمر ثماني سنوات، محاولاً التغلب على روبوت يعمل بالذكاء الاصطناعي في لعبة الشطرنج. هذا الروبوت ليس مجرد جهاز عرض في معمل متطور، بل هو جزء من الحياة اليومية لعائلة تيمي، حيث يعيش على طاولة القهوة في منزلهم.
الذكاء الاصطناعي يصبح صديقاً للأطفال
في الليلة الأولى التي أحضر فيها الروبوت إلى المنزل، عانقه تيمي قبل أن يخلد إلى النوم. وعلى الرغم من أنه لم يختار له اسمًا بعد، إلا أنه يعتبره “معلماً صغيراً” و”صديقاً”. بينما كان تيمي يفكر في حركته التالية على لوحة الشطرنج، قاطع الروبوت الصمت قائلاً: “تهانينا! لقد فزت”. ثم أضاف بلغة الماندرين: “لقد رأيت قدراتك، سأبذل جهداً أكبر في المرة القادمة”.
هذا الروبوت ليس مجرد لعبة، بل هو مثال على كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية للأطفال في الصين. بتكلفة تبلغ 800 دولار، يعتبر هذا الجهاز استثماراً ذكياً للأمهات مثل يان شو، والدة تيمي، التي ترى أن تعلم أطفالها للشطرنج ولعبة “جو” الاستراتيجية سيفيدهم في المستقبل.
الصين تسعى لتصبح قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030
الصين تعمل بجد لتحقيق هدفها بأن تصبح قوة عظمى في مجال التكنولوجيا بحلول عام 2030، والذكاء الاصطناعي هو أحد الركائز الرئيسية لهذه الاستراتيجية. بدءاً من الروبوتات المحادثة مثل “DeepSeek”، التي لفتت انتباه العالم في يناير الماضي، وصولاً إلى الألعاب الذكية التي تعلم الأطفال، فإن الصين تستثمر بكثافة في هذا المجال.
استثمارات ضخمة وتعليم مبكر
يتدفق رأس المال على الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يوجد أكثر من 4500 شركة تعمل على تطوير وبيع تقنيات الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، تخطط مدارس العاصمة بكين لإدخال دورات تعليمية حول الذكاء الاصطناعي لطلاب المرحلتين الابتدائية والثانوية بحلول نهاية هذا العام. كما زادت الجامعات من عدد المقاعد المتاحة للطلاب الذين يدرسون هذا المجال.
مستقبل مشترك مع الذكاء الاصطناعي
تقول يان شو، والدة تيمي: “هذا اتجاه لا مفر منه. سنتعايش مع الذكاء الاصطناعي، ويجب على الأطفال التعرف عليه في أقرب وقت ممكن. لا ينبغي لنا رفضه”. وهي ليست الوحيدة التي ترى ذلك، فالكثير من الآباء في الصين يعتبرون الذكاء الاصطناعي أداة تعليمية قوية يمكنها أن تساعد أطفالهم على تطوير مهارات التفكير الاستراتيجي والإبداع.
خاتمة
الذكاء الاصطناعي في الصين ليس مجرد تقنية مستقبلية، بل أصبح جزءاً من الحياة اليومية، بدءاً من الألعاب التعليمية وحتى الروبوتات المحادثة. مع الاستثمارات الضخمة والتركيز على التعليم المبكر، تسير الصين بخطى ثابتة نحو تحقيق طموحاتها بأن تصبح الرائدة عالمياً في هذا المجال بحلول عام 2030.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي