برامج متنوعة

من الإنقاذ إلى العنف: قصة مبرمجة الذكاء الاصطناعي “زيز” والمسار المظلم لحركة العقلانيين

كتبت: أمل علوي

0:00

 

في قصة غريبة تبدأ بجهود لإنقاذ البشرية من مخاطر الذكاء الاصطناعي وتنتهي بجرائم قتل مروعة، تبرز شخصية “زيز”، مبرمجة الكمبيوتر التي أصبحت محور سلسلة من الأحداث العنيفة التي أودت بحياة ستة أشخاص. هذه القصة تكشف عن التداخل الغريب بين الأفكار الفلسفية المتطرفة، ثقافة الإنترنت، والعنف الواقعي.

البداية: من مبرمجة إلى ناشطة
وصلت “زيز” إلى منطقة خليج سان فرانسيسكو في عام 2016، كجزء من موجة من الشباب الذين قدموا لدراسة المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي على البشرية. كانت تعرف باسم “زيز” بين أصدقائها وخصومها، وعاشت حياة بسيطة على متن قارب اشترته بـ 600 دولار، حيث عملت على مدونة تنشر أفكاراً استفزازية ومتطرفة حول المواجهة والانتقام.

في أغسطس 2022، أبلغت شقيقتها وصديقتها عن سقوطها من القارب، وتم تنظيم بحث مكثف لمدة 30 ساعة دون العثور عليها. نُشر نعي قصير في ألاسكا، مسقط رأسها، تحت اسمها الحقيقي: “جاك أماديوس لاسوتا”. لكن “زيز” لم تمت؛ بل كانت قد زيفت غرقها واختبأت قبل أن يتم القبض عليها لاحقاً بتهمة التعدي على ممتلكات خاصة وحمل سلاح بشكل غير قانوني.

أفكار “زيز” وتأثيرها
كانت كتابات “زيز” قد أثارت جدلاً واسعاً داخل حركة “العقلانيين”، وهي مجموعة من المنظرين والمهتمين بمخاطر الذكاء الاصطناعي. هذه الحركة تتمحور حول تطبيق التفكير المنطقي والرياضي على القضايا الكبرى مثل الذكاء الاصطناعي والفلسفة. ومع ذلك، كانت أفكار “زيز” متطرفة إلى درجة أن بعض أفراد الحركة اعتبروها خطيرة.

العنف والجرائم
في يناير 2023، تصاعدت الأحداث بشكل مأساوي عندما قُتل ضابط حدودي أمريكي في تبادل لإطلاق النار مع شابين كانا على صلة بمجموعة من الأناركيين اليساريين في كاليفورنيا. أحد المشتبه بهم كان عبقرياً رياضياً عمل سابقاً في وول ستريت. كشفت التحقيقات لاحقاً عن صلات هذه المجموعة بجريمة قتل أخرى لمالك عقار مسن.

الصلات المشتركة
جميع الأفراد المتورطين في هذه الأحداث كانوا نباتيين متشددين، يتمتعون بتحصيل علمي عالٍ أو مهارات تعلم ذاتي مذهلة. كما أن معظمهم، مثل “زيز”، كانوا من المتحولين جنسياً. لكن ما جمعهم بشكل أساسي كان تبني فلسفة “زيز” التي تستخلص استنتاجات متطرفة من أبحاث الذكاء الاصطناعي.

التساؤلات الكبرى
كيف تحول هؤلاء الشباب الموهوبون، الذين درسوا في جامعات مرموقة وحصلوا على جوائز أكاديمية، إلى مسار عنيف أدى إلى وفاة ستة أشخاص؟ الإجابة تكمن في قصة غريبة من المثالية وخيبة الأمل، حيث تصطدم ثقافة الإنترنت بالواقع بشكل عنيف.

الخلفية الفلسفية
قبل عقود من ولادة “زيز”، بدأ بعض الفلاسفة وعلماء الكمبيوتر يتنبؤون بوصول “التفرد التكنولوجي”، وهو اليوم الذي تصبح فيه أجهزة الكمبيوتري أكثر ذكاءً من البشر بشكل لا رجعة فيه. يعتقد بعض المنظرين أن هذا الحدث قد يحدث قريباً، مما يخلق مخاطر وجودية على البشرية.

قصة “زيز” والمجموعة المرتبطة بها تقدم تحذيراً صارخاً من كيفية تحول الأفكار المجردة إلى عنف واقعي. كما أنها تسلط الضوء على التحديات الأخلاقية والفلسفية التي تطرحها تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

Main Heading Goes Here
Sub Heading Goes Here

No, thank you. I do not want.
100% secure your website.
Main Heading Goes Here
Sub Heading Goes Here

No, thank you. I do not want.
100% secure your website.
Powered by