طموح الحكومة البريطانية لخفض التكاليف باستخدام الذكاء الاصطناعي: مخاطر وتحديات
كتب :- محمد شاهين

تسعى الحكومة البريطانية، التي تعاني من ضغوط مالية، إلى استخدام الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات كوسيلة لتوفير التكاليف وتحسين الخدمات العامة، وذلك من خلال فعاليات مثل الحدث الذي تم تنظيمه على نمط “Dragons’ Den” حيث قدمت شركات التكنولوجيا أفكارها لزيادة الأتمتة في نظام العدالة البريطاني.
على الرغم من التحذيرات من أن الحكومة تتبنى الذكاء الاصطناعي بشكل مفرط، أعلن وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية عن نظام إنذار مبكر بالذكاء الاصطناعي للكشف عن خدمات الأمومة الخطرة بعد سلسلة من الفضائح. كما أبدى وزير الصحة، ويس ستريتينغ، رغبته في أن تُجرى واحدة من كل ثماني عمليات جراحية بواسطة روبوت خلال عقد من الزمن.
يتم استخدام الذكاء الاصطناعي أيضًا لتحديد أولويات الإجراءات على 25,000 رسالة تتلقاها وزارة العمل والمعاشات يوميًا، بالإضافة إلى اكتشاف الاحتيال والأخطاء في مطالبات المساعدات. حتى الوزراء لديهم أدوات ذكاء اصطناعي تهدف إلى توفير تقييم “لرأي البرلمان” لمساعدتهم في تقييم المخاطر السياسية للاقتراحات.
تتجه الحكومة إلى التكنولوجيا كحل للأزمات الحادة، وهي خطوة قد تكون في السابق تتطلب تعيين مزيد من الموظفين أو استثمار المزيد من المال. يقود رئيس الوزراء، كير ستارمر، ووزير العلوم والتكنولوجيا، بيتر كايل، جهود رقمنة الحكومة، مما أدى إلى تقارب الحكومة مع أكبر شركات التكنولوجيا الأمريكية مثل جوجل ومايكروسوفت وIBM.
يجادل جيجار كاكد، مدير معهد توني بلير للتغيير العالمي، بأن “أنظمتنا معطلة ولا تستطيع مواكبة الطلب”. ويضيف: “يجب أن نستخدم التكنولوجيا، ولكن يجب أن نتأكد من أن هذه الأنظمة مصممة بشكل إنساني ونضع قواعد واضحة”.
ومع ذلك، تواجه الحكومة البريطانية تحديًا عند إدخال التكنولوجيا في الخدمات العامة، حيث يتعين عليها الاختيار بين “البناء أو الشراء”. غالبًا ما يكون الإغراء هو منح عقود للشركات الخاصة لتحقيق التأثير السريع. وقد ارتفع قيمة عقود التكنولوجيا في القطاع العام البريطاني إلى 19.6 مليار جنيه إسترليني العام الماضي، مقارنة بـ 14.4 مليار في 2019.
لكن إدخال الذكاء الاصطناعي والأتمتة في الخدمات العامة ينطوي على مخاطر أكبر مقارنةً بتطبيقه في مجالات مثل الملاحة أو توصية الأغاني. حيث يشعر المواطنون غالبًا بالضعف عند تفاعلهم مع الخدمات العامة.
ووجد معهد آدا لوفليس، وهو هيئة بحثية مستقلة، أن 59% من الجمهور يشعرون بالقلق بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في تقييم أهلية الرعاية الاجتماعية، مقارنةً بـ 39% من الأشخاص الذين يشعرون بالقلق بشأن استخدام تقنية التعرف على الوجه في الشرطة.
كما أظهر الجمهور علامات القلق بشأن دوافع الشركات التكنولوجية الخاصة. وأكدت الاستطلاعات أن الجمهور أقل ثقة في الشركات الخاصة في تقديم التكنولوجيا التي يمكن أن تقيم أهلية الرعاية الاجتماعية مقارنةً بالهيئات الحكومية.
دعت المعهد النواب إلى إجراء مراجعة لدور شركات التكنولوجيا والهيئات الممولة من قبلها في تشكيل السياسات والسرد الإعلامي حول فوائد الذكاء الاصطناعي في القطاع العام، وفعالية التدابير القائمة لمعالجة تضارب المصالح.
وأكد المعهد: “في وقت يُعرض فيه الذكاء الاصطناعي كحل لمجموعة واسعة من مشاكل القطاع العام، يشعر الجمهور بالقلق حيال دوافع الشركات الخاصة. الجمهور يتوقع الشفافية وأن تكون الأولوية في الذكاء الاصطناعي في القطاع العام للناس وليس للربح.”
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.