صور بأسلوب “غيبلي” تجتاح السوشيال ميديا بفضل الذكاء الاصطناعي.. وقلق يتصاعد حول حقوق الملكية ومستقبل الفن
كتب: محمد شاهين

اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة موجة جديدة من الصور الرقمية المُبهرة، بعدما أطلقت شركة “أوبن إيه آي” تحديثًا جديدًا لمنصتها الشهيرة “شات جي بي تي”، يتيح للمستخدمين توليد صور باستخدام الذكاء الاصطناعي بأسلوب رسوم “ستوديو غيبلي” الياباني الشهير، الذي طالما أذهل عشاق الأنمي حول العالم بأعماله الفنية الخيالية.
وجاء الإعلان الرسمي عن الميزة الجديدة يوم الثلاثاء 25 مارس/آذار، حين كشفت الشركة عن تفعيل خاصية توليد الصور داخل إصدار “جي بي تي-4.0″، ما يتيح للمستخدمين إنشاء صور بأنماط متعددة، منها الأسلوب الواقعي الفوتوغرافي، وأنماط الرسوم المتحركة، وصولًا إلى أساليب فنية متقدمة كرسوم غيبلي.
وفي أقل من 24 ساعة، بدأت الميزة بالوصول تدريجيًا إلى مستخدمي “شات جي بي تي” من الفئات المجانية والمميزة، وسرعان ما تحوّلت إلى ترند عالمي، حيث بدأ المستخدمون في تحويل صورهم الشخصية، وصور أصدقائهم، بل وحتى صور حيواناتهم الأليفة، إلى لوحات فنية مستوحاة من عالم الأنمي الساحر.
لكن أبرز ما لفت الأنظار كان اعتماد الكثير من المستخدمين على نمط “ستوديو غيبلي”، وهو أسلوب الرسم الذي اشتهر به الاستوديو الياباني العريق من خلال أفلام مثل جاري توتورو والأميرة مونونوكي وقلعة هاول المتحركة. فتميزت الصور المُولدة بالألوان الزاهية، والعيون الواسعة، والملامح الحالمة التي تعكس روح الطفولة والخيال.
ومع انتشار الصور على نطاق واسع، بدأ الجدل حول الآثار القانونية والفنية لهذه التقنية الجديدة. فقد عبّر فنانون ومصممون عن قلقهم من استخدام الذكاء الاصطناعي لمحاكاة أساليب رسامين معروفين دون الرجوع إليهم أو احترام حقوقهم الفكرية، ما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل الملكية الفنية في عصر تقنيات الذكاء الاصطناعي.
في المقابل، يرى البعض أن هذه التقنيات تفتح الباب أمام فرص إبداعية غير مسبوقة، وتُمكّن المستخدم العادي من اختبار أدوات الفن والتصميم دون الحاجة إلى خبرة فنية متقدمة، مما يعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والإبداع.
ومع تصاعد النقاش، لم يصدر بعد تعليق رسمي من “ستوديو غيبلي” حول استخدام أسلوبه الفني في توليد الصور، ما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمالات قانونية أو مواقف مستقبلية قد تُحدد حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن.
في النهاية، تبقى الميزة الجديدة مثار إعجاب واسع وفضول كبير، لكنها تضع العالم أمام تحدٍ حقيقي: كيف نوازن بين إبداع الإنسان، وقدرات الذكاء الاصطناعي، وحقوق الفنانين الأصليين؟
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي