شبكة دولية من المحتالين: استغلال صور ضحايا الهولوكوست بواسطة الذكاء الاصطناعي
كتب -محمد شاهين

كشفت تحقيقات بي بي سي عن وجود شبكة دولية من المحتالين الذين يقومون بنشر صور مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي لضحايا الهولوكوست على منصات مثل فيسبوك. تُظهر هذه الظاهرة المخاطر الكبيرة التي تترتب على استخدام التكنولوجيا في سياقات غير أخلاقية، مما يسبب إزعاجًا للناجين والعائلات التي فقدت أحباءها خلال هذه المأساة.
تفاصيل التحقيق
تتجلى مشكلة نشر الصور الوهمية في أن هذه الصور، مثل مشهد لسجين يعزف على الكمان أو عشاق يلتقون عند أسوار المعسكرات، تجذب آلاف الإعجابات والمشاركات. كما نبهت منظمات معنية بحفظ ذاكرة الهولوكوست إلى أن هذه الصور تحول المأساة الإنسانية إلى “لعبة عاطفية”.
استغلال برامج تحقيق الدخل
تتبع التحقيقات العديد من هذه الصور إلى حسابات تابعة لمبدعين محتوى في باكستان، حيث يستفيد هؤلاء من برامج تحقيق الدخل التي تقدمها فيسبوك. أحد الحسابات، الذي يحمل اسم عبد المغيث، ادعى أنه كسب 20,000 دولار من خلال هذه المشروعات، مشيرًا إلى أن بعض المحتوى حصل على أكثر من 1.2 مليار مشاهدة خلال أربعة أشهر.
تأثير الصور الوهمية
أثارت هذه الصور الوهمية قلقًا كبيرًا لدى الناجين، حيث وجدوا أنفسهم محاطين بمحتوى مشوه يسيء إلى ذكراهم. يقول باول ساويكي، المتحدث باسم متحف أوشفيتس، إن هذا النوع من المحتوى يهدد مهمة المتحف في رفع الوعي حول الهولوكوست، ويعتبر “تشويهًا خطيرًا” للحقائق التاريخية.
ردود الفعل
أعرب عدد من الناجين عن مشاعر الحزن بسبب هذه الظاهرة، مؤكدين أن الجهود التي بُذلت لرفع الوعي حول الهولوكوست لم تكن كافية. كما أكّد الدكتور روبرت ويليامز من التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست أن الناجين يشعرون بالقلق من أن تاريخ الهولوكوست قد يُعتبر مُفبركًا.
التدابير الموصى بها
بينما لا تشجع فيسبوك بشكل متعمد نشر القصص الزائفة، فإن نظامها يكافئ المشاركات ذات التفاعل العالي. يجب على المنصات الاجتماعية اتخاذ تدابير صارمة للتأكد من عدم استغلال الذكاء الاصطناعي في نشر محتوى غير دقيق أو مؤذٍ.
تسلط هذه الظاهرة الضوء على ضرورة الرقابة الأخلاقية على استخدام الذكاء الاصطناعي، وتؤكد الحاجة إلى تعزيز الوعي حول أهمية الحفاظ على الحقائق التاريخية. يجب أن تتعاون الجهات المعنية لمنع استغلال المآسي الإنسانية وتحقيق توازن بين الابتكار والحفاظ على الذاكرة.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.