
تشهد بعض الشركات الكبرى تحولًا مفاجئًا في هيكلة إداراتها، حيث بدأت في دمج أقسام الموارد البشرية (HR) وتكنولوجيا المعلومات (IT) تحت قيادة واحدة. يأتي هذا التوجه نتيجة لتزايد دور الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل، حيث يتوقع 64% من كبار صانعي القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات أن تتحد هذه الأقسام في السنوات الخمس المقبلة.
لماذا يتم الدمج؟
تقول تريسي فرانكلين، المديرة التنفيذية للموارد البشرية والتكنولوجيا الرقمية في شركة موديرنا، إن دمج الوظائف يمكن أن يحسن كيفية سير العمل داخل المنظمة. حيث ترى أن دورها لا يقتصر على إدارة الموارد البشرية أو التكنولوجيا بل يشمل إعادة تصميم كيفية إنجاز العمل باستخدام التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي.
من جهة أخرى، يؤكد فابيو ساتولو، المدير التنفيذي للموارد البشرية والتكنولوجيا في شركة كوفيسيان، أن دمج الأقسام يتيح رؤية مشتركة حول كيفية تأثير التكنولوجيا على الأفراد وكيف يمكن للموظفين التكيف مع هذه التكنولوجيا.
فوائد الدمج
تساعد هذه الاستراتيجية على تحسين الكفاءة وسرعة اتخاذ القرارات. فبدلاً من أن تتصارع أقسام HR وIT حول ما هو مطلوب وما يمكن تنفيذه، يوجد الآن قائد واحد يمكنه اتخاذ القرارات بشكل أكثر فاعلية. وقد أظهرت تجربة كوفيسيان أن دمج الأقسام أدى إلى تطوير أدوات جديدة ساعدت في تعزيز التفاعل مع الوظائف الداخلية.
التحديات
ومع ذلك، فإن الدمج لا يخلو من المخاطر. يحذر ديفيد دي سوزا، مدير المحترفين في CIPD، من أن المهارات المتخصصة لكل قسم قد تتعرض للهدر. ويشير إلى أن قضايا الأفراد المعقدة تتطلب فهمًا عميقًا للعوامل التنظيمية والبيئية، وهو ما قد يتضاءل في حالة الدمج.
اتجاهات مستقبلية
تسعى العديد من الشركات، مثل بنك Bunq، إلى تعزيز التعاون بين HR وIT دون الحاجة بالضرورة إلى دمج الأقسام. حيث يعملون على تطوير أنظمة تدعم الأعمال التجارية بفعالية، مما يمكّن الموظفين من بناء العمليات الآلية والذكاء الاصطناعي بأنفسهم.
في الختام، يبدو أن دمج أقسام الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات يمثل خطوة استراتيجية نحو تحسين الكفاءة والتكيف مع التغيرات التكنولوجية السريعة، ولكن يجب اتخاذ الحذر للحفاظ على التخصصات الأساسية التي تحتاجها المؤسسات للنجاح.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.