تحذير من خبراء الذكاء الاصطناعي: لماذا يجب على الآباء التوقف عن نشر صور أطفالهم على الإنترنت؟
كتب: محمد شاهين

في ظل التطور الهائل لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يوجه خبراء الأمن السيبراني والتكنولوجيا تحذيرات عاجلة للآباء والأمهات لإعادة التفكير جذرياً في ممارسة مشاركة صور أطفالهم على منصات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث لم تعد المخاطر تقتصر على الاستخدام البشري المباشر لهذه الصور، بل امتدت إلى إساءة استخدامها من قبل أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل يصعب السيطرة عليه.
المخاطر المتسارعة في عصر الذكاء الاصطناعي
أدى تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخاصة تقنيات التوليد العميق (Deepfake) والتعلم العميق، إلى خلق تهديدات غير مسبوقة:
انتحال الهوية الرقمية: يمكن استخدام الصور لإنشاء هويات رقمية مزيفة أو مقاطع فيديو عميقة (Deepfakes) لأغراض الاحتيال أو التصيد أو الابتزاز.
تدريب النماذج الخبيثة: قد يتم حصاد الصور من قبل شركات أو أفراد لتطوير وتدريب أنظمة ذكاء اصطناعي دون موافقة، أو لأغراض مشبوهة مثل أنظمة التعرف على الوجه غير المنضبطة.
إنشاء بصمة رقمية دائمة: تخلق كل صورة منشورة “بصمة رقمية” دائمة للطفل، قد تلاحقه في المستقبل وتؤثر على فرصه أو سمعته دون إمكانية للمحو.
نقاط تحول في تقييم الخصوصية
لم يعد مفهوم “المشاركة البريئة” موجوداً في عصر الذكاء الاصطناعي. ما ينشر اليوم يمكن معالجته، تحليله، وإعادة توظيفه بطرق لا يمكن تصورها. لم يعد السؤال “من يمكنه رؤية هذه الصورة؟” بل أصبح “ماذا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفعل بهذه الصورة الآن وفي المستقبل؟”.
نصائح عملية لحماية الأطفال الرقمية
يوصي الخبراء الآباء باتباع إجراءات أكثر حذراً:
التقليل إلى أدنى حد: الحد من مشاركة أي صور يمكنها التعرف على هوية الطفل بشكل واضح.
تعطيل البيانات الوصفية: التأكد من إزالة البيانات الوصفية (Metadata) من الصور التي تحتوي على معلومات مثل الموقع والوقت.
استخدام إعدادات الخصوصية المشددة: إذا كان لا بد من المشاركة، يجب استخدام إعدادات الخصوصية الأكثر صرورة وتجنب المنصات العامة.
الحوار العائلي: مناقشة أهمية الخصوصية الرقمية مع الأطفال الأكبر سناً وشرح المخاطر المحتملة لهم.
نداء للمسؤولية الجماعية
يتحول هذا التحذير من كونه مجرد نصح أمني إلى دعوة للمسؤولية الأبوية والاجتماعية في عصر رقمي متسارع. إن حماية هوية الأطفال وبياناتهم أصبحت مسؤولية جماعية تتطلب وعياً أكبر وتبنياً لممارسات رقمية أكثر أماناً، حيث لم تعد هناك منطقة رمادية بين “المشاركة” و”الاختراق”.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.