تحديات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تصوير الأبحاث العلمية: بين التوثيق والتلاعب
كتبت: أمل علوي

في عالم يتسارع فيه تطور الذكاء الاصطناعي، أصبحت أدوات التوليد البصري بواسطة الذكاء الاصطناعي (GenAI) جزءاً لا يتجزأ من كيفية تواصل الباحثين مع جمهورهم. ومع ذلك، فإن هذه الأدوات تطرح تحديات أخلاقية وعملية في مجال التصوير العلمي، خاصة عندما يتعلق الأمر بتمثيل البيانات بدقة وأمانة. في مقال رأي حديث نشرته مجلة “Nature”، ناقشت المصورة العلمية المخضرمة فيليس فرانكل، التي عملت لأكثر من 30 عاماً مع باحثي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، هذه القضايا بتفصيل عميق.
التلاعب في الصور: أين يقع الخط الفاصل؟
تؤكد فرانكل أن أي صورة يتم التقاطها يمكن اعتبارها “مُعدّلة” بمجرد التقاطها. فالقرارات المتعلقة بكيفية تأطير الصورة وبنائها، بالإضافة إلى الأدوات المستخدمة في إنشائها، تشكل بالفعل شكلاً من أشكال التلاعب بالواقع. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر يكمن في عدم التلاعب بالبيانات الأساسية للصورة. على سبيل المثال، قامت فرانكل في إحدى الصور بحذف طبق بتري الذي كانت تنمو فيه مستعمرة خميرة رقمياً، وذلك لجذب الانتباه إلى مورفولوجيا المستعمرة. ومع ذلك، أكدت أنها لم تتدخل في البيانات الأساسية للصورة، وهي مورفولوجيا المستعمرة، وأشارت إلى التعديل في النص المصاحب للصورة.
التواصل البصري الأخلاقي في عصر الذكاء الاصطناعي
مع ظهور الذكاء الاصطناعي، تبرز ثلاث قضايا رئيسية تتعلق بالتمثيل البصري للأبحاث: الفرق بين التوثيق والتصوير التوضيحي، أخلاقيات التلاعب الرقمي، والحاجة الملحة لتدريب الباحثين على التواصل البصري. تشدد فرانكل على أهمية تطوير برامج لتعليم الباحثين كيفية النظر النقدي إلى الصور والرسوم البيانية المنشورة، وفهم ما إذا كانت تحتوي على تلاعب غير أخلاقي. كما تدعو إلى إنشاء متطلبات أكاديمية لتعليم “محو الأمية البصرية” إلى جانب متطلبات الكتابة التقليدية.
مستقبل التواصل البصري في العلوم مع الذكاء الاصطناعي
تتوقع فرانكل أن تصبح الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي أداة مفيدة للأغراض التوضيحية، لكنها تحذر من استخدامها كوثائق علمية. وتقترح أن يتم وضع معايير واضحة لتحديد ما هو مسموح به وما هو غير مسموح في هذا الصدد. على سبيل المثال، إذا تم استخدام صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي في ورقة بحثية أو عرض تقديمي، يجب على الباحث أن يوضح بشكل صريح أن الصورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع ذكر النموذج المستخدم والطلب (prompt) الذي أدى إلى إنشائها.
ختاماً
في عصر يتزايد فيه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، تظل الحاجة إلى الحفاظ على النزاهة العلمية والشفافية في التواصل البصري أمراً بالغ الأهمية. يجب أن يعمل المجتمع العلمي على تطوير معايير واضحة وأطر أخلاقية لضمان أن تكون الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي أداة تعزيز وليس مصدراً للتضليل.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي