الولايات المتحدة تُلغي قواعد “انتشار الذكاء الاصطناعي” وتُشدد قيود تصدير الرقائق
كتب: محمد شاهين

أوقفت وزارة التجارة الأمريكية قواعد “انتشار الذكاء الاصطناعي” الشاملة قبل يوم واحد من موعد سريانها، مُعلنةً في الوقت نفسه عن إجراءات أكثر صرامة للسيطرة على صادرات أشباه الموصلات.
كانت قواعد “انتشار الذكاء الاصطناعي”، التي وضعتها إدارة بايدن، ستدخل حيز التنفيذ في 15 مايو. لكن وزارة التجارة اعتبرت أن تطبيق هذه القواعد سيُعيق الابتكار الأمريكي.
وأشارت الوزارة إلى أن القواعد ستُفرض “متطلبات تنظيمية جديدة مُرهقة” على شركات التكنولوجيا، كما أنها قد تُضر بالعلاقات الأمريكية مع دول العالم من خلال “خفض” مستوى عشرات الدول إلى “الرتبة الثانية”.
وسيشهد إلغاء القواعد نشر مكتب الأمن الصناعي (BIS)، التابع لوزارة التجارة، إشعاراً رسمياً في السجل الاتحادي. وفي حين أن هذه القواعد ستُلغى، أكدت الوزارة أنها ستُعدّ قواعد بديلة في المستقبل.
وقد أمر وكيل وزارة التجارة للأمن الصناعي، جيفري كيسلر، فرق إنفاذ مكتب الأمن الصناعي بالتوقف عن أي إجراءات تتعلق بقواعد “انتشار الذكاء الاصطناعي”.
وقال كيسلر: “ستتبع إدارة ترامب استراتيجية جريئة وشاملة لتقنيات الذكاء الاصطناعي الأمريكية مع الدول الأجنبية الموثوقة في جميع أنحاء العالم، مع الحفاظ على هذه التقنية بعيداً عن أيدي خصومنا. في الوقت نفسه، نرفض محاولة إدارة بايدن لفرض سياساتها الخاصة غير المدروسة وغير المُجدية بشأن الذكاء الاصطناعي على الشعب الأمريكي”.
ما هي قواعد “انتشار الذكاء الاصطناعي”؟
كانت هذه القواعد تهدف إلى السيطرة على تدفق التقنيات الأمريكية المتقدمة، بما في ذلك رقائق الذكاء الاصطناعي، وخدمات الحوسبة السحابية، وحتى “أوزان النماذج” الأساسية للذكاء الاصطناعي، من الولايات المتحدة إلى بقية العالم.
وقد اعتمدت القواعد نظاماً مُدرّجاً للدول، حيث تم تقسيمها إلى ثلاث فئات:
الفئة الأولى: الدول الحليفة للولايات المتحدة، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، لم تكن ستواجه قيوداً جديدة تقريباً.
الفئة الثانية: شملت دولاً مثل المكسيك والبرتغال والهند وسويسرا، والتي ستواجه قيوداً جديدة على استيراد رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
الفئة الثالثة: شملت الدول الخاضعة لحظر الأسلحة، مثل الصين وروسيا، والتي كانت مُحظورة بالفعل إلى حد كبير من الحصول على الرقائق الأمريكية وستواجه قيوداً أكثر صرامة.
كما فرضت القواعد قيوداً على كمية الرقائق عالية الأداء التي يمكن أن تحصل عليها معظم الدول، وكانت تتطلب عمليات فحص أمنية صارمة في حالة تجاوز الكميات المحددة. كما هدفت إلى تنظيم تخزين وتصدير “أوزان نماذج” الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
أثارت هذه القواعد انتقادات واسعة من قبل شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، التي اعتبرت أنها ستُعيق الابتكار وتُضرّ بتنافسية الشركات الأمريكية على الساحة العالمية. كما أعربت العديد من الدول عن عدم رضاها عن تصنيفها في “الرتبة الثانية”.
تشديد قيود تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي
إلى جانب إلغاء قواعد “انتشار الذكاء الاصطناعي”، أصدر مكتب الأمن الصناعي إجراءات جديدة لتشديد قبضة الولايات المتحدة على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي، وتشمل هذه الإجراءات:
حظر استخدام رقائق هواوي Ascend في أي مكان في العالم.
تحذير من عواقب استخدام الرقائق الأمريكية في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية.
إرشادات جديدة لحماية سلاسل توريد الرقائق.
تهدف هذه الإجراءات إلى ضمان بقاء الولايات المتحدة في طليعة ابتكار الذكاء الاصطناعي والحفاظ على هيمنتها العالمية في هذا المجال.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.