الذكاء الاصطناعي في التوظيف: بين تسريع الإجراءات ومخاطر توظيف “المرشحين الافتراضيين”
كتبت: امل علوي

في تحول جذري يشهد سوق العمل العالمي، أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT تُستخدم بشكل متزايد في كتابة طلبات التوظيف. لكن تحذيرات من أصحاب الأعمال تُنذر بمخاطر غير متوقعة: توظيف مرشحين بارعين في هندسة النصوص دون امتلاك المهارات الفعلية!
تحذيرات صادمة من واقع الميدان
كشف جيمس روبنسون، مدير وكالة الإعلانات البريطانية Hello Starling، عن ظاهرة مقلقة:
50% من طلبات التوظيف التي تصل إليه تحتوي على جمل مكررة مولَّدة بالذكاء الاصطناعي.
عبارات نمطية مثل: “أهدف إلى توظيف مهاراتي لتحقيق أهداف مؤسستكم” تظهر بشكل متكرر.
صعوبة التمييز بين المرشحين الحقيقيين والـ”روبوتات النصية”.
“كيف نُميِّز بين البشر والآلات في سير الذاتية؟ هل نحتاج لذكاء اصطناعي لمحاربة ذكاء اصطناعي؟” — جيمس روبنسون
الأرقام تكشف حجم الظاهرة
أظهر استطلاع حديث شمل أكثر من 2000 متقدم للوظائف في المملكة المتحدة:
46% اعترفوا باستخدام الذكاء الاصطناعي في تحضير طلباتهم.
33% من أرباب العمل لاحظوا زيادة في الطلبات المليئة بالعبارات الاصطناعية.
الوجه المشرق.. والوجه المظلم للتقنية
رغم فوائد الذكاء الاصطناعي في:
✔️ تحسين صياغة الطلبات
✔️ تقليل الأخطاء الإملائية
✔️ توفير الوقت للمتقدمين
إلا أن الخبراء يحذرون من:
⚠️ فقدان الهوية الفردية في طلبات التوظيف
⚠️ انفصال المهارات المكتوبة عن المهارات الفعلية
⚠️ تضليل أنظمة الفرز الآلي التي تعتمد على تحليل النصوص
كيف يواجه سوق العمل هذه التحديات؟
تقترح ميجان كوبر، خبيرة التوجيه الوظيفي، حلولاً متوازنة:
دمج الاختبارات العملية في مراحل التوظيف الأولى.
اعتماد مقابلات مكثفة لقياس المهارات الحقيقية.
تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متخصصة لكشف النصوص المولدة آليًا.
مستقبل التوظيف: معركة بين الذكاءين الاصطناعي والبشري
يُشير تطور الأحداث إلى حاجة ملحة لـ:
تحديث معايير التوظيف لمواكبة العصر الرقمي.
توعية المرشحين بأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي.
تعاون الحكومات والشركات لوضع ضوابط استباقية.
رغم التحديات، يبقى الذكاء الاصطناعي أداة قوية – شرط استخدامها كـمساعد ذكي وليس كـبديل مخادع للمهارات الإنسانية.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي