
يوماً بعد يوم، يغرق الفضاء الرقمي بمقاطع فيديو وصور ورسائل صوتية تبدو حقيقية، ولكنها في الواقع نتاج أدوات ذكاء اصطناعي بارعة في التقليد والخداع. فمع التطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت القدرة على تزوير الوقائع أكثر سهولة وخطورة.
وما كان يتطلب في السابق، تقنيات متقدمة واستوديوهات متخصصة، أصبح اليوم في متناول أي شخص يملك حاسوباً واتصالاً بالإنترنت، فقد بات تزوير الحقيقة ممكناً ببضع نقرات فقط، وهذه السهولة في التلاعب بالصور والفيديوهات، ساهمت مؤخراً في زجّ مشاهير في مواقف لم يعشوها، وإظهار شخصيات عامة وهي تُدلي بتصريحات لم تصدر عنها قط، فضلاً عن تشويه سمعة أفراد عاديين من خلال صور عارية أو مقاطع فيديو مفبركة لا تمتّ للواقع بصلة.
ورغم أن الحكومات حول العالم بدأت تستشعر خطورة هذه الموجة، وتُسرّع في محاولات ضبطها قانونياً وتكنولوجياً، إلا أن تقنية “التزييف العميق” أو الـ Deepfake التي تغذيها أدوات الذكاء الاصطناعي تتحرك بخطى أسرع بكثير من قدرة الحكومات على اللحاق بها، حيث تُظهر بيانات شركة Signicat للتحقق من الهوية، أن محاولات الاحتيال باستخدام مقاطع الفيديو المزيّفة، ازدادت بأكثر من 20 ضعفاً في السنوات الثلاث الماضية، في حين حذّر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) مؤخراً، من أن استخدام المجرمين للذكاء الاصطناعي التوليدي لتنفيذ مخططات مالية احتيالة، أصبح منتشراً على نطاق واسع.