الاتحاد الأوروبي يتخلف في سباق الذكاء الاصطناعي: عوائق تنظيمية تهدد مستقبل المنافسة أمام الصين
كتب: محمد شاهين

بروكسل – حذر كينت ووكر، رئيس الشؤون العالمية في “غوغل”، من أن الاتحاد الأوروبي يتخلف بشكل خطير عن منافسيه العالميين، وخاصة الصين، في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، داعياً إلى تبني نهج تنظيمي أكثر ذكاءً لتعزيز الانتشار والابتكار.
جاءت هذه التصريحات خلال كلمة ألقاها ووكر في “قمة أوروبا التنافسية” في بروكسل، حيث وصف الذكاء الاصطناعي بأنه “اختراع لطريقة الاختراع” من شأنه إعادة تشكيل كل مناحي الحياة الحديثة وتحديد ملامح القيادة الجيوسياسية المستقبلية. وأكد المسؤول التنفيذي في “غوغل” وأبجديتي (Alphabet) أن المخاطر المرتبطة بهذا المجال “عالية للغاية” فيما يتعلق بازدهار وأمن القارة الأوروبية.
وبينما أشاد ووكر بتصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأخيرة حول أهمية “التعامل الصحيح” مع الذكاء الاصطناعي، أشار إلى وجود عجز مقلق في اعتماد هذه التقنية داخل دول الاتحاد. وسلط الضوء على حدة المنافسة الجيوسياسية وكيف أن الاستثمار الحكومي الصيني يغذي دمج الذكاء الاصطناعي عبر اقتصاد البلاد بأكمله.
فجوة هائلة في التبني
وكشف ووكر عن أرقام صادمة توضح حجم هذه الفجوة، قائلاً: “الإستراتيجية تثمر نتائجها. تشير أحدث التقديرات إلى أن ما يصل إلى 83% من الشركات الصينية تستخدم بالفعل الذكاء الاصطناعي التوليدي. في المقابل، تقدّر المفوضية الأوروبية أن نسبة الاعتماد في أوروبا تتراوح حول 14% فقط”.
العبء التنظيمي: العقبة الكبرى
وحسب ووكر، فإن مشكلة تباطؤ الاعتماد هذه تتفاقم بسبب البيئة التنظيمية التي تجدها الشركات الأوروبية صعبة التنقل بشكل متزايد. وأشار إلى أن أكثر من مائة لائحة تنظيمية أوروبية جديدة استهدفت الاقتصاد الرقمي منذ عام 2019، مما أدى إلى أن “أكثر من 60% من شركات أوروبا ترى الآن أن التنظيم هو أكبر عائق أمام الاستثمار في الاتحاد الأوروبي”.
ويدعم هذا الشعور دراسة حكومية دانماركية حديثة قدرت أن اللوائح الجديدة قد تفرض تكاليف إضافية سنوية على الشركات والإدارة العامة في أوروبا تصل إلى 124 مليار يورو.
خارطة طريق غوغل للاتحاد الأوروبي
رداً على هذه التحديات، اقترح المسؤول في “غوغل” إستراتيجية مباشرة من ثلاثة أجزاء لكي يستعيد الاتحاد الأوروبي موطئ قدمه في سباق الذكاء الاصطناعي:
الأسس: سياسات ذكية: دعا ووكر إلى تبسيط المشهد التنظيمي للذكاء الاصطناعي لإنشاء إطار داعم للابتكار، على أن يكون مركزاً ومتناسقاً ومتوازناً. وشدد على ضرورة أن “تركز اللوائح على التأثيرات الواقعية للذكاء الاصطناعي”، وملء الفجوات التنظيمية المحددة بدلاً من تنفيذ قواعد شاملة قد تخنق التطبيقات المفيدة منخفضة المخاطر. وحث المنظمين على “مراقبة المخرجات، لا المدخلات—وإدارة المخاطر والعواقب، لا micromanage العلم”.
البناء: تمكين القوى العاملة: ركز الجزء الثاني على ضرورة تجهيز الأفراد والشركات لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة بسرعة. وكشف ووكر عن أن النماذج الجديدة للذكاء الاصطناعي من “غوغل” أصبحت الآن “أكثر كفاءة بـ 300 مرة من أحدث ما كان متاحاً منذ عامين فقط”. ودعا إلى عقد شراكات بين القطاعين العام والخاص لتسريع التدريب على المهارات، مشيراً إلى مساهمة “غوغل” في مساعدة أكثر من 14 مليون أوروبي على تعلم المهارات الرقمية.
التوسع: الابتكار على نطاق واسع: سعى ووكر إلى نقل النقاش beyond الدردشة الآلية، التي وصفها بأنها “مجرد جزء صغير من إمكاناتها”، نحو الابتكارات العلمية التي يمكن أن يحدثها الذكاء الاصطناعي. وقدم أمثلة حية مثل أداة “ألفافولد” من “غوغل ديبمايند” التي أنشأت قاعدة بيانات لكل البروتينات المعروفة علمياً تقريباً، وأداة “GNoME” التي تكتشف مئات الآلاف من المواد الجديدة.
واختتم ووكر بدعوة مباشرة إلى العمل، مؤكداً أن الأدوات جاهزة والإمكانيات واضحة. وحث القادة الأوروبيين على تحويل طموحاتهم إلى واقع من خلال إزالة العوائق التنظيمية أمام المبتكرين، وتسريع البحث من خلال الشراكة، وتوسيع نطاق اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي لإشعال عصر جديد من النمو في الاتحاد الأوروبي والمنافسة أمام الخصوم الجيوسياسيين مثل الصين.
هذا المحتوى تم إعداده باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.