استجابة للطلب الهائل.. بروكفيلد تعلن عن صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لتمويل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي موجة استثمارية جديدة في العمود الفقري للتقنية الحديثة
كتبت: أمل علوي

في خطوة تعكس التوجه العالمي السريع نحو تبني الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة “بروكفيلد أستمت مانيجمونت” الكندية العملاقة لإدارة الأصول، عن بدء جهودها لجمع 10 مليارات دولار لصندوق استثماري جديد ومتخصص. سيركز الصندوق، الذي يحمل اسم “بروكفيلد للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي”، حصريًا على تمويل وتطوير الأصول المادية الأساسية التي تدعم ثورة الذكاء الاصطناعي، في واحدة من أكبر الصفوق الاستثمارية المتخصصة في هذا المجال الحيوي.
ما هي البنية التحتية للذكاء الاصطناعي التي يستهدفها الصندوق؟
لا يستهدف الصندوق تطوير خوارزميات أو نماذج ذكاء اصطناعي بحد ذاتها، بل يركز على “العضلات والشرايين” الرقمية التي تجعل تشغيل هذه النماذج ممكنًا. وتشمل هذه الأصول:
مراكز البيانات عالية الكثافة: وهي المنشآت الضخمة المجهزة بخوادم قوية وأنظمة تبريد متطورة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي التي تستهلك كميات هائلة من الطاقة.
شبكات الطاقة المستدامة: تلبية للطلب الكهربائي الهائل الذي تستهلكه مراكز البيانات، سيركز الصندوق على الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية، طاقة الرياح) لضمان تشغيل مستدام وبتكلفة فعالة.
شبكات الألياف البصرية: وهي البنية التحتية للاتصالات عالية السرعة التي تنقل البيانات بين مراكز البيانات والمستخدمين النهائيين دون تأخير.
الاستراتيجية والشراكات: لماذا تتحرك “بروكفيلد” الآن؟
تمتلك “بروكفيلد”، التي تدير أصولاً تزيد قيمتها عن 900 مليار دولار، خبرة عميقة في تطوير وإدارة البنية التحتية على مستوى العالم. هذه الخطوة تأتي:
استجابة للطلب المتصاعد: حيث تشير التقديرات إلى أن استهلاك الطاقة من قبل مراكز البيانات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي قد يتضاعف عدة مرات خلال السنوات القليلة المقبلة.
الاستفادة من الشراكات القائمة: على إثر النجاح الكبير للشراكة الاستثمارية بين “بروكفيلد” و”مايكروسوفت” والتي خصصت بالفعل 10 مليارات دولار لتطوير مشاريع الطاقة الخضراء لدعم عمليات الذكاء الاصطناعي.
سد فجوة التمويل: هناك حاجة ماسة لرأس المال لبناء الجيل القادم من البنية التحتية التي تستوعب النمو المتفجر في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
تأثيرات السوق والقطاع: فتح باب المنافسة على أصول الطاقة والبيانات
يؤكد إعلان “بروكفيلد” على تحول جوهري في سوق التكنولوجيا، حيث أصبحت الطاقة والبنية التحتية المادية هي المحدد الرئيسي للقدرة التنافسية في سباق الذكاء الاصطناعي. من المتوقع أن:
تزداد المنافسة بين شركات إدارة الأصول الكبرى (مثل بلاكستون، وكيه كيه آر) على حصص في هذا السوق الواعد.
ترتفع قيمة الشركات المالكة لأصول الطاقة الخضراء وأراضي مراكز البيانات الاستراتيجية.
تتسارع وتيرة الابتكار في مجالات كفاءة استخدام الطاقة والتبريد في مراكز البيانات.
الاستثمار في “المعول” وليس في “مناجم الذهب”
بينما يتسابق الجميع لتطوير تطبيقات وخدمات ذكاء اصطناعي (“مناجم الذهب”)، تضع “بروكفيلد” رهانها الاستراتيجي على توفير “المعول والجرافات” الأساسية لهذا الكم الهائل من المنقبين. يشير إطلاق هذا الصندوق الضخم إلى أن مستقبل التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي لن يُحدد فقط بجودة الخوارزميات، بل بقدرة البنية التحتية المادية والطاقة على دعم هذا المستقبل الرقمي الجديد.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.







