DeepSeek تعلن عن إتاحة أبحاث الذكاء العام الاصطناعي مفتوحة المصدر وسط مخاوف تتعلق بالخصوصية
كتب محمد شاهين:

أعلنت شركة DeepSeek، وهي شركة ناشئة صينية تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي وتطمح إلى تحقيق الذكاء العام الاصطناعي (AGI)، عن خططها لإتاحة خمسة مستودعات برمجية مفتوحة المصدر بدءًا من الأسبوع المقبل. يأتي هذا الإعلان في إطار التزام الشركة بالشفافية وتعزيز الابتكار القائم على مشاركة المجتمع.
ومع ذلك، تأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه الشركة انتقادات متزايدة تشبه تلك التي واجهتها تطبيقات مثل TikTok، خاصة فيما يتعلق بمسائل الخصوصية والاستخدام الآمن للبيانات.
وقد نشرت DeepSeek تغريدة عبر تويتر أوضحت فيها رؤيتها للتعاون المفتوح، قائلة: “نحن فريق صغير في DeepSeek نستكشف الذكاء العام الاصطناعي. بدءًا من الأسبوع المقبل، سنقوم بإتاحة خمسة مستودعات برمجية مفتوحة المصدر، مشاركين تقدمنا المتواضع ولكن الصادق مع كامل الشفافية.”
وتشمل هذه المستودعات، التي وصفتها الشركة بأنها “موثقة ومُنفذة وتم اختبارها في بيئات إنتاجية”، اللبنات الأساسية للخدمات التي تقدمها DeepSeek. وتهدف الشركة من خلال إتاحة أدواتها مفتوحة المصدر إلى المساهمة في تعزيز أبحاث الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع.
وقالت الشركة: “نحن نؤمن بأن كل سطر برمجي يتم مشاركته يصبح جزءًا من زخم جماعي يعجل بالرحلة نحو التقدم. لا أبراج عاجية هنا، فقط طاقة مجتمعية وابتكار يقوده المجتمع.”
ورغم أن هذه الفلسفة لاقت استحسانًا لدعمها التعاون في مجال يعاني غالبًا من السرية، إلا أن الصعود السريع لـ DeepSeek أثار أيضًا تساؤلات حول نواياها. فعلى الرغم من كونها فريقًا صغيرًا يتمحور عمله حول الشفافية، إلا أن الشركة تواجه تدقيقًا مكثفًا وسط اتهامات تتعلق بإساءة استخدام البيانات وتورطها في خلافات جيوسياسية.
صعود سريع وانتقادات حادة
كانت DeepSeek شبه مجهولة حتى وقت قريب، لكنها ظهرت بقوة بفضل نموذج عملها المختلف تمامًا عن الشركات الكبرى مثل OpenAI وجوجل. وبفضل تقديمها قدرات ذكاء اصطناعي متقدمة مجانًا، حظيت الشركة بتقدير عالمي لأدائها المتميز. ومع ذلك، أثار صعودها السريع نقاشات حول المفاضلة بين الابتكار وحماية الخصوصية.
وفي هذا السياق، يطالب بعض المشرعين الأمريكيين بحظر تطبيقات DeepSeek بعد أن اكتشف باحثون أمنيون نقل التطبيق بيانات المستخدمين إلى شركة مملوكة للدولة ومدرجة على قوائم الحظر. كما أطلقت مايكروسوفت وOpenAI تحقيقات حول اختراق أنظمتهما من قبل مجموعة يُشتبه في صلتها بـ DeepSeek.
وأثارت مخاوف تتعلق بجمع البيانات وإساءة استخدامها مقارنات مع الجدل الذي أحاط بتطبيق TikTok، وهو نجاح تكنولوجي صيني آخر واجه ضغوطًا تنظيمية في الغرب.
DeepSeek تواصل الابتكار رغم الجدل
يبدو أن التزام DeepSeek بإتاحة تقنياتها مفتوحة المصدر يأتي في توقيت يهدف إلى تبديد الانتقادات وطمأنة المشككين حول نواياها. وقد اعتُبرت المصادر المفتوحة دائمًا وسيلة لديمقراطية التكنولوجيا وزيادة الشفافية، ومن المقرر أن تبدأ DeepSeek قريبًا في إتاحة “فتح يومي” لمستودعاتها، مما قد يوفر للمجتمع رؤية أوضح حول عملياتها.
ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات حول مدى إتاحة هذه التقنيات للتدقيق العام، وما إذا كانت هذه الخطوة محاولة لتغيير الرواية السائدة في ظل الضغوط السياسية والتنظيمية المتزايدة.
ومن غير الواضح ما إذا كان هذا التوازن كافيًا لإرضاء المشرعين أو إسكات المنتقدين، ولكن شيء واحد مؤكد: خطوة DeepSeek نحو المصادر المفتوحة تمثل منعطفًا جديدًا في صعودها الدراماتيكي.
وبينما يلقى شعار الشركة “الطاقة المجتمعية والابتكار القائم على المشاركة” استحسانًا من المطورين المتلهفين للتعاون المفتوح، فإن مستقبل الشركة قد يعتمد بقدر كبير على قدرتها في معالجة مخاوف الأمن والخصوصية، كما يعتمد على براعتها التقنية.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي