فنانون يبدون قلقهم من التغييرات المقترحة على قوانين الذكاء الاصطناعي وحقوق النشر
كتب : محمد شاهين

أعرب فنانون في مقاطعة ديفون البريطانية عن قلقهم البالغ من التغييرات المقترحة على قوانين حقوق النشر، والتي قد تسمح لشركات الذكاء الاصطناعي باستخدام أعمالهم الفنية مجانًا دون إذن مسبق.
هذه التغييرات، التي اقترحتها الحكومة البريطانية، تهدف إلى تمكين مطوري الذكاء الاصطناعي من استخدام المحتوى المتاح على الإنترنت لتدريب نماذجهم، ما لم يختار أصحاب الحقوق “الانسحاب” من هذا الاستخدام.
قلق الفنانون من تهديد مصدر رزقهم
وصفت سارة ماكنتاير، رسامة توضيحية من ديفون، هذه التغييرات بأنها ستكون “كارثية” بالنسبة لها. وقالت: “لطالما كنا نملك أعمالنا، وهذا جزء من القانون البريطاني. أنا من صنعت هذا العمل، وهو ملك لي، وأستطيع أن أكسب منه. إذا قام شخص بنسخه، فهذا يعد انتهاكًا للقانون. ولكن الآن يقولون إن كل ما أنشأناه من أعمال فنية يجب أن نعود ونعلن رفضنا لاستخدامه في تدريب الذكاء الاصطناعي.”
وأضافت ماكنتاير أنها قد اتصلت بالنائب المحلي ميل سترايد، طالبةً مساعدته في هذا الشأن. بدوره، أشار سترايد إلى أن الذكاء الاصطناعي يوفر “فرصًا كبيرة للابتكار والنمو الاقتصادي”، لكنه حذر من أن الحكومة “تعرض الصناعات الإبداعية للخطر”.
ردود فعل من المجتمع الفني
أفيندا بورنيل والش، من شبكة فناني ديفون، أعربت عن معارضة المجموعة لهذه الخطط. وقالت: “سيارتي متوقفة في الشارع طوال الليل والنهار في المجال العام، لكنني لا أتوقع أن أضطر إلى إخبار شخص ما قانونيًا أن هذه السيارة ملكي ولا يحق له أخذها. لا ينبغي أن تضطر إلى قول ذلك عن فنك أيضًا، أليس كذلك؟”
وجهة نظر مختلفة: فرص جديدة للفنانين
من جهة أخرى، يرى بعض الخبراء أن التغييرات المقترحة قد تحمل فرصًا إيجابية للفنانين. قال مايك فيليبس، أستاذ الفنون متعددة التخصصات في جامعة بليموث، إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد الفنانين في تتبع انتهاكات حقوق النشر. وأضاف: “سيكون من الجيد أن يتم توجيه بعض الجهود المبذولة في سرقة الأعمال إلى تتبعها بدلاً من ذلك. الذكاء الاصطناعي جيد في التعرف على الأنماط، وربما يمكن للفنانين استخدامه لصالحهم.”
موقف الحكومة البريطانية
أعلنت وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا (DSIT) أنها ستقوم بمراجعة جميع الآراء والمقترحات المقدمة من قطاع الصناعات الإبداعية خلال فترة الاستشارة. وأكدت الوزارة أن “النظام الحالي لحقوق النشر والذكاء الاصطناعي يعيق الصناعات الإبداعية وقطاع الإعلام وقطاع الذكاء الاصطناعي من تحقيق إمكاناتهم الكاملة، وهذا لا يمكن أن يستمر.”
وأضافت الوزارة: “لم يتم اتخاذ أي قرارات بعد”، مشيرة إلى أن الهدف من الاستشارة هو الوصول إلى نهج جديد يوازن بين دعم الابتكار وحماية حقوق المبدعين.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي