نظارات علي بابا الذكية: قفزة نحو المستقبل بتقنية الذكاء الاصطناعي و«الإنسان في الحلقة»

تستعد شركة علي بابا الصينية العملاقة لدخول سوق النظارات الذكية بقوة بنهاية 2025 عبر إطلاق طرازها الأول “Quark AI Glasses”، مدعومة بنماذجها الذكية الخاصة ضمن استثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية التي تتجاوز 52 مليار دولار. تُعد هذه الخطوة أول تجربة للشركة في عالم الأجهزة القابلة للارتداء، معتمدة على نموذجها اللغوي الكبير “Qwen” ومساعدها الذكي “كوارك”.

مواصفات ووظائف متقدمة:

ستوفر النظارات مجموعة من الميزات المتطورة تشمل:

الاتصالات والاستماع للموسيقى بدون استخدام اليدين.

الترجمة الفورية ونسخ محادثات الاجتماعات.

كاميرا مدمجة.

تكامل كامل مع خدمات علي بابا: الملاحة، الدفع عبر “Alipay”، مقارنة الأسعار على “تاو باو”، وحجوزات السفر.

سرّ القوة: الإنسان في قلب الذكاء الاصطناعي:

تعتمد قدرات هذه الأجهزة المتقدمة على أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على فهم الصوت والصورة والاستجابة بلغة طبيعية. وراء هذه الإمكانيات يقف جيش من البشر ضمن أنظمة “الإنسان في الحلقة” (Human-in-the-loop – HITL)، الذين يلعبون دوراً حيوياً في تدريب وتقييم النماذج.

تصحيح مفاهيم خاطئة عن HITL:

في حوار مع “هنري تشين”، الشريك المؤسس لشركة “Sapien” المتخصصة في إدارة فرق تصنيف البيانات عالمياً، تم توضيح بعض المفاهيم الشائعة:

ليس مجرد تصنيف بيانات: العملية أكثر تعقيداً وتشمل اتخاذ قرارات في الحالات الحدية والتقييم المستمر، وليست مجرد عملية تصنيف لمرة واحدة.

عمل عالي المهارة: ظهور ذكاء اصطناعي متخصص يخلق طلباً على خبراء في مجالات كالطب والقانون والعلوم، وليس أعمالاً روتينية منخفضة المهارة.

ضمان الجودة: تستخدم شركات مثل “Sapien” (التي تعمل مع 1.8 مليون مساهم) آليات صارمة مثل التحقق من الأقراء وتتبع السمعة ومحفزات مالية لضمان الدقة، خاصة في المهام المعقدة.

الصين.. سوق سريع النمو وتحديات فريدة:

يتسارع نمو قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين، مما يرفع الطلب على خدمات تصنيف البيانات لمستويات قريبة من السوق الأمريكي. رغم الاختلافات التنظيمية، تتشابه مشاريع البيانات الصينية مع مثيلاتها العالمية. وتواجه الشركات تحديات في إدارة قوة عمل ضخمة ومتناثرة جغرافياً، تلجأ لتقنيات مثل البلوك تشين لضمان الشفافية في المدفوعات واختيار المشاريع.

مستقبل صناعة البيانات:

رغم تطور التعلم الذاتي غير الخاضع للإشراف (self-supervised learning)، يؤكد تشين أن البشر سيظلون أساسيين في مجالات تتطلب الفروق الثقافية، والسخرية، واللغات النادرة، والمشاعر المعقدة، والأمراض غير الشائعة. ويتوقع تحول البشر نحو التركيز على “البيانات طويلة الذيل” والمجالات الرأسية الجديدة، مع ظهور أدوات ذكاء اصطناعي مساعدة في التصنيف. كما تزداد أهمية معايير الأمان والامتثال (مثل GDPR و HIPAA) خصوصاً في المشاريع الحساسة.

خلاصة: أكثر من مجرد نظارات:

تمثل نظارات كوارك الذكية نموذجاً لاتجاه أوسع حيث تصبح الأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي قنوات جديدة لتقديم الخدمات للمستهلكين. نجاحها لن يعتمد فقط على العتاد والبرمجيات، بل على شبكة معقدة من الخبرة البشرية التي تبني وتدعم وتتحقق من نماذج الذكاء الاصطناعي في الخلفية. إنها إعلان من علي بابا عن رؤيتها للمستقبل: اندماج متكامل بين البرمجيات، العتاد، والذكاء البشري.

هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.