
تُوجّه مورغان ستانلي الذكاء الاصطناعيّ إلى واحدة من أكبر نقاط الضعف في برامج الشركات، وهي مسألة لم تحلّها شركات التكنولوجيا الكبرى بعد: إعادة كتابة الشيفرة القديمة والعفاة بلغات برمجة حديثة.
في يناير، أطلقت الشركة أداة تُعرف باسم DevGen.AI، مُبنية داخليًا على نماذج OpenAI GPT. يمكنها ترجمة الشيفرة القديمة من لغات مثل Cobol إلى مواصفات باللغة الإنجليزية بسيطة يمكن للمُطوّرين استخدامها ثمّ إعادة كتابتها.
قال مايك بيزي، الرئيس العالميّ للتكنولوجيا والعمليات في مورغان ستانلي، إنّ الأداة راجعت حتى الآن هذا العام تسعة ملايين سطر من الشيفرة، مما وفّر للمُطوّرين ٢٨٠،٠٠٠ ساعة.
لطالما كانت تحديث البرامج القديمة أمرًا مُرهقًا لِلمؤسّسات، التي تملك في بعض الأحيان شيفرة تعود إلى عقود من الزمن يمكن أن تُضعف الأمن وتُبطئ اعتماد التكنولوجيا الجديدة. ومع ذلك، فإنّها كانت واحدة من أصعب المشاكل لأدوات البرمجة الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعيّ.
قال بيزي إنّ هذه الأدوات التجارية مُمتازة في كتابة شيفرة جديدة وعصرية، لكنّها لا تملك بالضرورة نفس الخبرة في لغات البرمجة الأقلّ شعبية أو الأقدم، أو في اللغات المُخصّصة لشركة مُعيّنة. وأضاف أنّ هذا مجال يعمل عليه الكثير من شركات التكنولوجيا، لكنّ عروضهم في الوقت الحالي لا تملك المرونة التي تحتاجها المؤسّسات.
لهذا السبب، اختارت مورغان ستانلي عدم الانتظار.
قال بيزي: “وجدنا أنّ بناء الأداة بأنفسنا أعطانا إمكانياتٍ لا نراها في بعض المنتجات التجارية”. وقال إنّ الأدوات الجاهزة قد تتطوّر لتُقدّم هذه الإمكانيات، “لكنّنا رأينا فرصة للحصول على السبق”.
قال بيزي إنّ مورغان ستانلي استطاعت تدريب الأداة على قاعدة شيفرتها الخاصة، بما في ذلك اللغات التي لم تعدّ، أو لم تكن أبدًا، مستخدمة على نطاق واسع. الآن، يمكن لِحوالي ١٥،٠٠٠ مُطوّر في الشركة، موزّعين حول العالم، استخدامها لمجموعة من المهامّ، بما في ذلك ترجمة الشيفرة القديمة إلى مواصفات باللغة الإنجليزية بسيطة، وعزل أجزاء من الشيفرة الموجودة للاستفسارات التنظيمية والمُطالبات الأخرى، بل وحتى ترجمة أجزاء أصغر من الشيفرة القديمة إلى شيفرة حديثة.
لكنّه قال إنّ التكنولوجيا لا تزال تحتاج إلى بعض التطوير عندما يتعلّق الأمر بالترجمة الكاملة. يمكنها تقنيًا إعادة كتابة الشيفرة من لغة قديمة مثل Perl بلغة جديدة مثل Python، لكنّها لن تتمكّن بالضرورة من كتابتها كشيفرة فعّالة تستفيد من جميع إمكانيات Python. وهذا سببٌ كبيرٌ لبقاء البشر في الحلقة، حسب ما قال.
يُبرِز التقرير قدرة الأداة على ترجمة الشيفرة القديمة إلى مواصفات باللغة الإنجليزية، مُساعدةً المُطوّرين على فهم وظيفة الشيفرة بسهولة. هذا الأمر مُهمّ خاصةً مع تضاؤل عدد المُطوّرين الذين يتقنون لغات البرمجة القديمة والخاصة.
قال بيزي إنّ الشركة لن تشهد انخفاضًا في عدد المُوظفين في هندسة البرامج، بل زيادةً في كمية الشيفرة – بما في ذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعيّ – التي ستساعد مورغان ستانلي على تحقيق أهدافها التجارية. حاليًا، تملك الشركة مئات من حالات استخدام الذكاء الاصطناعيّ في الإنتاج تهدف إلى نموّ الأعمال، وأتمتة مُسارات العمل، وإنجازها بأكبر كفاءة.
لكنّ لا شيء من هذا مُمكن دون بنية تحتية حديثة، ومُعيارية، ومُخطّطة بشكلٍ جيد، حسب ما قال بيزي.
قال: “أنت تُحدّث دائمًا في التكنولوجيا. اليوم، مع الذكاء الاصطناعيّ، يُصبح هذا أكثر أهمية”.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.