من الضروري أن تكون نماذج اللغات الكبيرة مُلكًا عامًا: مستقبل البحث التاريخيّ على المحكّ
كتب:محمد شاهين

تُشكّل نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) أداةً قويةً في مجال البحث التاريخيّ، حيث تُساهم في معالجة و تحليل البيانات النصية بطريقةٍ فعّالة. لكن يُثير انتشار هذه النماذج التي تُطوّرها شركات خاصة مخاوف حول ملكية هذه الأدوات وتأثيرها على مُستقبل البحث العلميّ.
تُعاني نماذج اللغة الكبيرة التي تُطوّرها الشركات الخاصة من عدة عيوب، أبرزها:
الغموض (Opacity): فغالباً ما تفتقر إلى الشفافية في بيانات التدريب والانحيازات المُدمجة.
عدم الاستقرار (Instability): حيث تتغيّر شروط الوصول والميزات دون إشعار مسبق.
عدم المساواة (Inequity): حيث يُستبعد كثير من الباحثين، خاصةً في البلدان الأقلّ ثراءً.
لذا، يُطالب الخبراء بإنشاء نماذج لغة كبيرة عامّة ومفتوحة للباحثين في العلوم الإنسانية، مدربة على مُجموعات بيانات مُختارة ومتعددة اللغات ومُستندة إلى المعرفة التاريخية من المكتبات والمتاحف والأرشيفات. يجب أن تتميّز هذه النماذج بالشفافية والمساءلة للمجتمعات الأكاديمية وأن تُدعم بتمويلٍ عام.
إنّ بناء مثل هذه البنية التحتية يُمثّل تحدياً كبيراً، لكنّه ضروريّ لضمان نزاهة البحث العلميّ وحماية المعرفة العامة. كما هو الحال مع الأرشيفات الوطنية أو المناهج الدراسية، يجب ألاّ نُسند إلى الشركات الخاصة مهمة إدارة أقوى تقنياتنا التفسيرية. لذلك، يجب على العلوم الإنسانية أن تتحمّل مسؤولية إنشاء ذكاء اصطناعيّ مُدرك ثقافياً ومُؤسّس أكاديمياً.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.