برامج متنوعة

مستقبل الطاقة والذكاء الاصطناعي: كيف ستواجه الشبكة الطلب المتزايد؟

كتب: محمد شاهين

0:00

مع تجمع مجلس طاقة الذكاء الاصطناعي، تبرز تساؤلات ملحة حول كيفية توفير الطاقة للمستقبل دون التأثير على استقرار الشبكة الكهربائية. فالمراكز البيانات الضخمة اللازمة لتدريب وتشغيل أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي تتطلب كميات هائلة من الطاقة. ومن المتوقع أن تتضاعف استخدامات الطاقة لهذه المراكز في المملكة المتحدة ستة أضعاف بحلول عام 2034، مما يعني أنها قد تستهلك نحو ثلث إجمالي الكهرباء في البلاد.

تتعاون الشركات التقنية الكبرى مع شركات الطاقة والهيئات التنظيمية مثل “أوفجيم” ومشغل النظام الوطني للطاقة في المملكة المتحدة لتقدير حجم الطاقة التي ستحتاجها تقنيات الذكاء الاصطناعي في المستقبل. يأتي هذا العمل في وقت تستثمر فيه الحكومة 2 مليار جنيه إسترليني في خطة عمل الفرص الخاصة بالذكاء الاصطناعي، والتي تهدف إلى دمج هذه التقنية في المستشفيات والفصول الدراسية والأعمال.

صرح بيتر كايل، وزير العلوم والتكنولوجيا، قائلاً: “إن توفير الطاقة اللازمة للباحثين والمبتكرين لن يحافظ فقط على مكانتنا كأكبر قوة في الذكاء الاصطناعي، بل سيضع الخبرة البريطانية في قلب الابتكارات التي ستحسن حياتنا وتحديث خدماتنا العامة.”

تظل التحديات كبيرة، حيث من المتوقع أن يتضاعف استهلاك الكهرباء للمراكز البيانات على مستوى العالم في غضون خمس سنوات. في الواقع، يمكن أن يتطلب خزان واحد من خوادم الذكاء الاصطناعي 120 كيلووات، مقارنة بـ 5-10 كيلووات للخزانات التقليدية. وتؤدي الأحمال غير المتوقعة إلى زيادة مفاجئة في استهلاك الطاقة، مما يهدد استقرار الشبكة.

تخطط المملكة المتحدة لإجراء تطويرات شاملة في شبكتها الكهربائية، بتكلفة تصل إلى 58 مليار جنيه إسترليني، في إطار مشروع “ترقية الشبكة الكبرى”. يتضمن هذا المشروع إنشاء “طريق كهربائي سريع” جديد يمتد من الشمال إلى الجنوب وتوسيع الشبكة البحرية لاستيعاب كميات هائلة من الطاقة المتجددة.

ومع ذلك، يواجه هذا التقدم عقبة كبيرة، حيث توجد أكثر من 600 مشروع للطاقة المتجددة عالقة في قائمة انتظار طويلة، مما قد يستغرق سنوات عديدة لإنجازها. تسعى الحكومة إلى تسريع الإجراءات من خلال إعلان مراكز البيانات “بنية تحتية وطنية حيوية” وإنشاء “مناطق نمو الذكاء الاصطناعي” لتسهيل التخطيط والاتصالات الكهربائية.

تتحول صناعة مراكز البيانات من كونها جزءاً من المشكلة إلى كونها جزءاً من الحل. العديد من هذه المراكز تستثمر في الطاقة المتجددة وتشارك في برامج استجابة الطلب، مما يسمح لها بتعليق المهام غير العاجلة عند الضغط على الشبكة وإعادة تشغيلها عند توفر الطاقة النظيفة.

يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي ذاته في تحسين الشبكة، حيث يمكن استخدام الخوارزميات المعقدة لتوقع الزيادات في استهلاك الطاقة وتحسين تدفق الطاقة في الوقت الحقيقي.

إن الطريق نحو المستقبل واضح، لكن التحديات كبيرة. تعتمد جهود المملكة المتحدة على سرعة التنفيذ لكسر الاختناق في الاتصالات الكهربائية وضمان نجاح “ترقية الشبكة الكبرى”.

هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

Main Heading Goes Here
Sub Heading Goes Here

No, thank you. I do not want.
100% secure your website.
Powered by
Main Heading Goes Here
Sub Heading Goes Here

No, thank you. I do not want.
100% secure your website.