كيف يغير الذكاء الاصطناعي موسم التسوق للهدايا؟ تحول جذري في عادات المستهلكين وتحدٍ جديد للبائعين
كتبت: أمل علوي

في موسم العطلات هذا العام، لم يعد البحث عن الهدايا المثالية يعتمد فقط على الإعلانات أو اقتراحات الأصدقاء، بل أصبح يتشكل بشكل متزايد بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي. من خلال تجارب حقيقية مثل تجربة راشيل دنفل (33 عاماً) من مانشستر، التي لجأت إلى روبوت الدردشة “كوبايلت” التابع لشركة مايكروسوفت لإيجاد هدية دقيقة لابن عم زوجها، نرى كيف تحول هذه التقنية تجربة التسوق التقليدية. لقد ساعدها الذكاء الاصطناعي في العثور على متجر متخصص يبيع قطع غيار دراجات هوائية ذات طابع فايكنج، وهو شيء لم تكن لتعرف بوجوده لولا ذلك.
يشير الخبراء إلى أن هذا الموسم يمثل أول موسم عطلات يتشكل بشكل أساسي من خلال التسوق المعزز بالذكاء الاصطناعي. فبحسب شركة Salesforce، من المتوقع أن يقود الذكاء الاصطناعي 21% من إجمالي الطلبات على مستوى العالم خلال العطلات، بما قيمته 263 مليار دولار. تؤكد الاستطلاعات ذلك، حيث وجدت دراسة أن أكثر من 61% من المستهلكين في المملكة المتحدة وإيرلندا يستخدمون أو استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي أثناء التسوق، غالباً لمقارنة الأسعار أو العثور على المنتج.
استجابة الشركات والشراكات الاستراتيجية:
تسارع الشركات للتكيف مع هذا التحول. فقد أعلنت “أوبن أيه آي” عن ميزة “الدفع الفوري” وشراكات مع كبار بائعي التجزئة مثل Etsy وShopify وWalmart، مما يسمح للمستخدمين بالاكتشاف والشراء مباشرة من خلال واجهة المحادثة. ومع ذلك، يبقى هذا المجال ناشئاً، وتتحكم شركات الذكاء الاصطناعي باللعكة إلى حد كبير، مما يطرح تحديات أمام العلامات التجارية الصغيرة التي قد تفتقر إلى الموارد أو التواجد الرقمي القوي للانضمام إلى هذه المنصات مبكراً.
الفوائد والتحديات:
يمثل التسوق بالذكاء الاصطناعي فرصة للعلامات التجارية لتعزيز مبيعاتها ووصولها، خاصة إذا كانت تمتلك محتوى وبيانات منتجات غنية ودقيقة. كما يمنح المستهلكين المطلعين إمكانية الوصول إلى منتجات متخصصة ونادرة قد لا يعثرون عليها بسهولة.
لكن المخاطر موجودة. فإذا كانت البيانات التي تعلمت منها النماذج قديمة أو غير متناسقة، فقد تفشل التوصيات، وغالباً ما تفقد العلامات الصغيرة الرؤية. علاوة على ذلك، يحذر بعض المستخدمين، مثل ألان بيندر، من أن الاعتماد الكبير على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تسهيل عملية الشراء دون تفكير عميق للمستهلكين غير المطلعين.
يُعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مشهد التسوق للهدايا، حيث يصبح مساعداً ذكياً قادراً على تحليل الاحتياجات الفردية وتقديم اقتراحات دقيقة. بينما تتنافس الشركات للاستفادة من هذه القنوات الجديدة، فإن التحدي الأكبر يكمن في ضمان دقة المعلومات وشمولية الفرص لجميع البائعين، مع توعية المستهلكين باستخدام هذه الأدوات بشكل مسؤول ومكمل لبحوثهم الشخصية.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.







