
كشفت معهد أوتوساينس، الذي تم تشكيله حديثًا، عن “كارل”، أول نظام ذكاء اصطناعي يقوم بكتابة أوراق بحثية أكاديمية تخضع لمراجعة أقران مزدوجة التعمية.ط، تم قبول أوراق كارل البحثية في مسار “الأوراق الصغيرة” بالمؤتمر الدولي حول تمثيلات التعلم (ICLR). والأهم من ذلك، أن هذه الأوراق تم إنشاؤها بأقل تدخل بشري، مما يفتح عصرًا جديدًا للاكتشاف العلمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
كارل: العالم الآلي الذي يعيد تعريف البحث العلمي
يمثل كارل قفزة نوعية في دور الذكاء الاصطناعي، ليس كأداة فحسب، بل كشريك فاعل في البحث الأكاديمي. يُوصف كارل بأنه “عالم بحثي آلي”، حيث يستخدم نماذج اللغة الطبيعية لتوليد الأفكار، ووضع الفرضيات، والاستشهاد بالأعمال الأكاديمية بدقة.
بخلاف الباحثين البشر، يستطيع كارل قراءة وفهم الأوراق البحثية المنشورة في ثوانٍ معدودة. كما يعمل بشكل مستمر، مما يسرع دورات البحث ويقلل التكاليف التجريبية.
وفقًا لمعهد أوتوساينس، نجح كارل في “توليد فرضيات علمية جديدة، وتصميم وتنفيذ التجارب، وكتابة أوراق أكاديمية متعددة تم قبولها بعد مراجعة الأقران”. وهذا يؤكد قدرة الذكاء الاصطناعي ليس فقط على استكمال البحث البشري، بل وفي كثير من الأحيان التفوق عليه من حيث السرعة والكفاءة.
عملية دقيقة تعتمد على ثلاث خطوات
يعتمد كارل في إنتاجه للأوراق البحثية عالية الجودة على عملية من ثلاث خطوات:
توليد الأفكار ووضع الفرضيات: باستخدام الأبحاث الحالية، يحدد كارل اتجاهات بحثية محتملة ويولد فرضيات جديدة. فهمه العميق للأدبيات ذات الصلة يسمح له بصياغة أفكار مبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي.
التجريب: يكتب كارل الأكواد، ويختبر الفرضيات، ويعرض البيانات الناتجة من خلال رسوم بيانية تفصيلية. عمله المتواصل يقلل من أوقات التكرار والمهام الزائدة.
العرض: أخيرًا، يجمع كارل نتائجه في أوراق بحثية مكتملة، مزودة بصور البيانات واستنتاجات واضحة.
التدخل البشري لا يزال ضروريًا
رغم قدرات كارل الفائقة، لا يزال التدخل البشري مطلوبًا في بعض النقاط لضمان الالتزام بالمعايير الحسابية والتنسيقية والأخلاقية:
الموافقة على خطوات البحث: لتجنب إهدار الموارد الحسابية، يقدم المراجعون البشريون إشارات “استمر” أو “توقف” خلال مراحل معينة من عملية كارل.
الاستشهادات والتنسيق: يتأكد فريق أوتوساينس من أن جميع المراجع مستشهد بها بشكل صحيح ومُنسقة وفقًا للمعايير الأكاديمية.
مساعدة النماذج غير المتاحة: أحيانًا يعتمد كارل على نماذج جديدة من OpenAI وDeep Research التي لا تتوفر واجهات برمجية لها، مما يتطلب تدخلًا يدويًا.
عملية تحقق صارمة لضمان النزاهة الأكاديمية
قبل تقديم أي بحث، خضعت أوراق كارل لعملية تحقق صارمة تضمنت:
إعادة إنتاج النتائج: تمت مراجعة كل سطر من أكواد كارل وإعادة تجربتها للتأكد من إمكانية إعادة إنتاج النتائج.
فحص الأصالة: تم إجراء تقييمات موسعة لضمان أن أفكار كارل كانت مساهمات جديدة وليست إعادة صياغة لأبحاث سابقة.
التحقق الخارجي: تمت مراجعة أبحاث كارل بشكل مستقل من قبل باحثين من جامعات مرموقة مثل MIT وستانفورد.
إمكانيات هائلة وأسئلة أكبر
رغم النجاح الكبير، يثير كارل تساؤلات فلسفية وعملية حول دور الذكاء الاصطناعي في الأوساط الأكاديمية. يعتقد معهد أوتوساينس أن النتائج الشرعية يجب أن تُضاف إلى قاعدة المعرفة العامة بغض النظر عن مصدرها، مع ضرورة الإشارة إلى ما إذا كانت الأبحاث من إنتاج الذكاء الاصطناعي.
مستقبل البحث العلمي مع الذكاء الاصطناعي
تسعى أوتوساينس إلى المساهمة في وضع معايير جديدة للبحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وتخطط لاقتراح ورشة عمل مخصصة في مؤتمر NeurIPS 2025. مع تطور هذه الأنظمة، يصبح من الواضح أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل شريك في السعي نحو المعرفة.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي