برامج متنوعة

غورو ميازاكي: الذكاء الاصطناعي قد يحل محل فناني الرسوم المتحركة لكن لا يمكن أن يحل محل موهبة والدي

كتب: محمد شاهين

0:00

 

في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي بدأت تتسلل إلى العديد من المجالات الإبداعية، من بينها صناعة الرسوم المتحركة، أعرب غورو ميازاكي، نجل المخرج الشهير هاياو ميازاكي، عن رأيه في هذا التحول التكنولوجي، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل بعض صنّاع المحتوى، ولكنه لا يمكن أن يعوّض الإبداع البشري الذي يتمتع به والده، العقل الإبداعي وراء استوديو “غيبلي” الياباني.

في حديثه لوكالة “فرانس برس”، أشار غورو ميازاكي إلى أن الذكاء الاصطناعي قد “يحل محل” بعض وظائف فناني الرسوم المتحركة في المستقبل، موضحًا أنه “لن يكون مفاجئًا إذا تم إنتاج فيلم رسوم متحركة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي خلال عامين”. ومع ذلك، شدد على أنه لا شيء يمكن أن يحل محل الإبداع البشري الذي يمتاز به والده، الذي أضاف العديد من الأفلام الشهيرة إلى تاريخ السينما العالمية، مثل “ماي نيبر توتورو” و”برنسس مونونوكي”.

وتزامن هذا الحديث مع انتشار موجة من الصور التي تم إنشاؤها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تكررت في العديد من الصفحات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. هذه الصور التي كانت تُحاكي أسلوب الرسوم المتحركة الذي اشتهر به استوديو “غيبلي”، أثارت جدلاً واسعًا حول حقوق الملكية الفكرية، حيث طرح البعض تساؤلات حول استخدام المحتوى الفني لهذا الأسلوب في تطوير البرمجيات.

غورو ميازاكي، الذي يعمل كمخرج ومنتج أفلام في استوديو “غيبلي”، أشار إلى أن التقنيات الجديدة توفر “إمكانات كبيرة لظهور مواهب غير متوقعة”، وهو ما قد يساعد في التغلب على النقص في رسامي الرسوم المتحركة في اليابان، الذين يواجهون صعوبات كبيرة، بما في ذلك الأجور المنخفضة التي يستمرون في تلقيها لسنوات قبل أن يطوروا مهاراتهم.

ورغم تفاؤله بالتقنيات الجديدة، أبدى غورو ميازاكي بعض التحفظات على تأثير هذه التغييرات على الجيل الجديد من الرسامين، مشيرًا إلى أن “الجيل زي” (المولودين بين أواخر التسعينات وبداية العقد الثاني من القرن الحالي) قد لا يكون مهتمًا بالعمل اليدوي الذي يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين، في ظل عالم مليء بالفرص الرقمية.

وفيما يخص استوديو “غيبلي”، الذي أسسه والده مع إيساو تاكاهاتا في عام 1985، عبّر غورو عن قلقه بشأن المستقبل في حال عدم قدرة والده توجيه العمل، قائلاً: “إذا لم يعد هذان الشخصان قادرين على الحركة أو التحرك، فماذا سيحدث؟ ليس من الممكن استبدالهما”. وأضاف أنه مع تقدم سن والده (84 عامًا) ووالده الآخر توشيو سوزوكي (76 عامًا)، من الممكن أن يواجه الاستوديو تحديات كبيرة في المستقبل.

ميازاكي الأب، الذي فاز مؤخرًا بجائزة الأوسكار الثانية له عن فيلمه “The Boy and the Heron”، الذي يُتوقع أن يكون آخر أفلامه الروائية الطويلة، يعتبر شخصية محورية في صناعة الرسوم المتحركة اليابانية، وهو غالبًا ما يعبر عن موقفه الرافض للتكنولوجيا الحديثة. ففي أحد مقاطع الفيديو القديمة، وصف المخلوقات التي تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي بأنها “مقيتة للغاية”، مؤكدًا أنه يعتبر هذا النوع من الإبداع “إهانة للحياة نفسها”.

وفي ظل هذا الجدل، يظل استوديو “غيبلي” رمزًا للتفوق الفني في صناعة الرسوم المتحركة، حيث يستمر في دفع حدود الإبداع الفني في صناعة يعصف بها التغير التكنولوجي.

هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Main Heading Goes Here
Sub Heading Goes Here

No, thank you. I do not want.
100% secure your website.
Powered by
Main Heading Goes Here
Sub Heading Goes Here

No, thank you. I do not want.
100% secure your website.