صورة مزيفة لانهيار جسر تُولّدها الذكاء الاصطناعي تتسبب في شلّ حركة القطارات ببريطانيا
كتب: محمد شاهين

في واقعة تكرّس المخاطر المتزايدة للمحتوى المُزيف المُولد بالذكاء الاصطناعي، تسببت صورة مزيفة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في تعطيل حركة القطارات وإلغاء عشرات الخدمات في شمال إنجلترا وإسكتلندا، بعد أن أظهرت بشكل خادع أضراراً جسيمة لجسر حيوي أثناء زلزال.
تفاصيل الحادثة: ذعر رقمي يوقف حركة القطارات
بعد وقوع هزة أرضية شعر بها سكان لانكشاير وجنوب بحيرة ديستريكت ليلة الأربعاء، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة تبدو وكأنها تُظهر انهياراً جزئياً في جسر كارلايل في لانكستر.
الساعة 00:30 بتوقيت غرينتش: تلقت شبكة السكك الحديدية البريطانية “Network Rail” إخطاراً بالصورة، واتخذت على الفور قراراً بإيقاف جميع خدمات القطارات التي تعبر الجسر حفاظاً على السلامة.
الساعة 02:00 بتوقيت غرينتش: بعد فحوصات ميدانية عاجلة من فرق السلامة، تأكد أن الجسر سليم تماماً ولم يصب بأذى، وأعيد فتح الخط بالكامل.
التحقق: الذكاء الاصطناعي يكشف التزوير
قام أحد صحفيي بي بي سي بتحميل الصورة إلى إحدى أدوات التحقق من المحتوى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي حددت على الفور نقاطاً رئيسية في الصورة يُحتمل أنها مُعالجة ومُزيفة، مؤكدة أنها من صنع الذكاء الاصطناعي على الأرجح.
التأثير: فوضى لوجستية بتكلفة على الدافعين للضرائب
أدى هذا الخداع الرقمي إلى عواقب ملموسة وواسعة النطاق:
32 خدمة قطار تأثرت، تشمل قطارات ركاب وشحن.
تأخير متسلسل على طول الخط الرئيسي للساحل الغربي، وامتدت التأخيرات حتى إسكتلندا.
إهدار موارد وزيادة عبء العمل على الفرق الهندسية وفرق الطوارئ التي تم تعبئتها في منتصف الليل.
تكلفة اقتصادية يتحملها في النهاية الدافعون للضرائب، كما أكد متحدث باسم Network Rail.
تحذيرات صارمة: “ليس لعبة.. فكّر في العواقب”
وجّهت الشبكة البريطانية للسكك الحديدية وشرطة النقل البريطانية تحذيرات شديدة اللهجة لمن ينشرون مثل هذا المحتوى الخبيث:
تأثير على حياة حقيقية: قال الخبير في السكك الحديدية توني مايلز: “إذا تسببوا في تأخير قطار، فقد يؤثر ذلك على شخص يحتاج إلى موعد طبي، أو رحلة طيران، أو جنازة. قد يبدو الأمر كلعبة، لكن على أي شخص يفكر في القيام بذلك أن يفكر في كيفية تأثيره على أناس حقيقيين”.
أولوية السلامة: أكدت Network Rail أن سلامة الركاب والموظفين هي الأولوية القصوى، وأنها ستتعامل بجدية مع أي مخاوف للسلامة، حتى لو تبين أنها خدعة.
نداء للتفكير: حثت الشبكة الجمهور على “التفكير في التأثير الجاد” الذي قد يترتب على إنشاء أو مشاركة الصور المزيفة قبل الإقدام على ذلك.
الخلاصة: درس قاسي في عصر الذكاء الاصطناعي
تعد هذه الواقعة ناقوس خطر يظهر مدى سهولة استخدام التكنولوجيا المتقدمة لخلق الفوضى في العالم الحقيقي. لقد تحول الذكاء الاصطناعي من أداة لإبداع المحتوى إلى سلاح محتمل لـ التضليل الإلكتروني الذي يهدد البنية التحتية الحيوية. تذكرنا الحادثة بأن المسؤولية الأخلاقية في عصر المعلومات لا تقع على عاتق المنصات التقنية فحسب، بل على كل فرد يشارك المحتوى دون تحقق.
هذا المحتوى تم إعداده باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.







