تقارير ومتابعات

زلزال أخلاقي في وادي السيليكون.. «OpenAI» تثير جدلاً واسعاً بعد قرارها تخفيف قيود المحتوى للبالغين في «ChatGPT 6»كتي

كتب: محمد شاهين

0:00

 

 

أحدثت شركة «OpenAI» هزة عنيفة في أوساط مجتمع الذكاء الاصطناعي بعد إعلانها المفاجئ عن تخفيف قيود المحتوى للبالغين في إصدارها الجديد «ChatGPT 6»، المقرر طرحه قريبًا، وذلك ضمن ما وصفته الشركة بأنه «تجربة أكثر تخصيصًا ومرونة للمستخدمين الموثوقين».

القرار، الذي كشف عنه موقع «AI Grid»، أثار عاصفة من الجدل داخل الأوساط التقنية والأخلاقية، واعتبره كثيرون تراجعًا واضحًا عن المبادئ التي تأسست عليها الشركة، والتي لطالما نادت بتطوير ذكاء اصطناعي «آمن ومسؤول».

استقلالية المستخدم أم انحراف أخلاقي؟

تقول «OpenAI» إن الهدف من القرار هو توسيع نطاق الاستخدام للمستخدمين البالغين مع الحفاظ على «ضمانات محددة» تمنع إساءة الاستعمال. إلا أن منتقدين وصفوا هذه الخطوة بأنها انحناء لضغوط السوق في ظل المنافسة الشرسة بين شركات التكنولوجيا العملاقة، مشيرين إلى أن تخفيف القيود يفتح الباب أمام محتوى قد يقوّض القيم الأخلاقية ويضع الشركة في مواجهة مع مبادئها الأصلية.

وتساءل محللون: كيف يمكن لشركة تتحدث عن بناء «ذكاء اصطناعي صالح» أن تسمح في الوقت نفسه بمحتوى حساس، حتى وإن كان تحت إشراف؟

مخاوف تتعلق بالصحة النفسية

من أبرز المخاوف التي رافقت الإعلان ما يتعلق بالصحة النفسية للمستخدمين، إذ حذّر خبراء من أن الخطوة قد تزيد من ظاهرة «الإدمان التفاعلي» على روبوتات المحادثة، خاصة بين الفئات الأكثر هشاشة نفسيًا.
ويرى المنتقدون أن رفع القيود قد يؤدي إلى علاقات غير صحية بين المستخدمين والنظام، ما يعمّق الاعتماد العاطفي على الذكاء الاصطناعي ويزيد من مخاطره السلوكية والاجتماعية.

سباق البقاء في القمة

لا يمكن فصل هذا التحول عن المنافسة المحتدمة بين كبرى شركات التكنولوجيا. فمع ظهور نماذج لغوية متقدمة من شركات مثل «Anthropic» و«Google DeepMind» و«Meta»، تسعى «OpenAI» للحفاظ على ريادتها عبر تقديم تجربة أكثر «انفتاحًا» تجذب المستخدمين وتوسع قاعدة عملائها.
لكن هذا السباق نحو «التحرر» قد يكون سلاحًا ذا حدين، إذ يخشى مراقبون أن يؤدي إلى فقدان الثقة العامة في فكرة «الذكاء الاصطناعي الأخلاقي».

بين الربح والضمير الأخلاقي

يرى محللون أن قرار «OpenAI» قد يشكّل نقطة تحول في صناعة الذكاء الاصطناعي ككل، حيث ستراقب الشركات المنافسة عن كثب مدى نجاح أو فشل هذه الاستراتيجية. فإما أن تثبت التجربة أن السوق يتقبل «ذكاءً اصطناعيًا أقل تحفظًا»، أو تتحول إلى درس قاسٍ يذكّر الجميع بأن السباق نحو الابتكار لا ينبغي أن يكون على حساب الضمير الأخلاقي للتكنولوجيا.

في النهاية، يبدو أن «OpenAI» وضعت نفسها أمام معادلة صعبة: بين إرضاء المستخدمين والسوق، أو الحفاظ على المبادئ التي منحتها ثقة العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Main Heading Goes Here
Sub Heading Goes Here

No, thank you. I do not want.
100% secure your website.
Powered by
Main Heading Goes Here
Sub Heading Goes Here

No, thank you. I do not want.
100% secure your website.