رواندا تستضيف أول قمة أفريقية للذكاء الاصطناعي: آمال اقتصادية ورهانات على الشباب والتكنولوجيا

انطلقت في العاصمة الرواندية كيغالي، صباح الخميس، فعاليات القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي في أفريقيا، التي تُعقد على مدار يومين تحت شعار: “الذكاء الاصطناعي من أجل أفريقيا”، بمشاركة رفيعة المستوى تشمل رؤساء دول وحكومات، وممثلين عن مؤسسات دولية وإقليمية، وخبراء من 95 دولة.

ويُنظم هذا الحدث بالتعاون بين وزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكار في رواندا ومركز الثورة الصناعية الرابعة، وبرعاية من المنتدى الاقتصادي العالمي، وسط تطلعات لإحداث تحول حقيقي في مستقبل القارة من خلال الذكاء الاصطناعي.

فرص اقتصادية هائلة

تأتي القمة في وقت تشير فيه التقديرات إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يضيف للاقتصاد العالمي نحو 20 تريليون دولار بحلول عام 2030، نصيب أفريقيا منها يصل إلى 2.9 تريليون دولار. كما يُتوقع أن يُسهم في انتشال نحو 11 مليون أفريقي من الفقر، وخلق نصف مليون فرصة عمل جديدة سنوياً.

حضور واسع ونقاشات عميقة

شهدت الجلسة الافتتاحية حضور أكثر من 1700 مشارك، من بينهم ألف مسؤول وأكاديمي وخبير في مجالات الاقتصاد الرقمي والاتصالات والإحصاء، إلى جانب شركات عالمية متخصصة في الذكاء الاصطناعي.

وفي كلمته خلال الافتتاح، أكد الرئيس الرواندي بول كاغامي أن لدى أفريقيا طاقات ابتكارية هائلة، مشدداً على أن الذكاء الاصطناعي يمكنه مضاعفة هذه الإمكانات إذا تم الاستثمار بشكل جاد في البنية التحتية الرقمية.

وأشار كاغامي إلى أن فجوة استخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول، التي تصل إلى 60% في القارة، تُعد من أبرز العوائق أمام تحقيق الاستفادة القصوى من تقنيات الذكاء الاصطناعي، داعياً إلى ضخ استثمارات أكبر لتوسيع التغطية وتحسين الخدمات.

محاور متنوعة ومقاربات تنموية

وتناقش القمة، عبر جلساتها المتعددة، سُبل تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية، وتطوير قواعد بيانات موثوقة تُعد العمود الفقري لاقتصاد الذكاء الاصطناعي. كما تركز الجلسات على دور الشباب الأفريقي في دفع عجلة الابتكار، وضرورة إزالة التحديات التي تواجههم في هذا المجال.

ويُخصص جزء من النقاشات لدور الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، إذ يُمكن للتقنيات الحديثة أن تُحدث نقلة نوعية في الوقاية والتشخيص وتحسين أنظمة الصحة العامة، مما يفتح آفاقاً جديدة أمام دول القارة لتحديث خدماتها الصحية.

بهذه القمة، تضع أفريقيا أولى خطواتها الجادة نحو تسخير الذكاء الاصطناعي لتسريع التنمية وتحقيق طموحاتها الاقتصادية والاجتماعية، وسط آمال بتحويل التحديات الرقمية إلى فرص للنمو والتقدم.

هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.