دوولينجو تعتمد نموذجاً قائماً على الذكاء الاصطناعي وتعيد هيكلة القوى العاملة
كتب: محمد شاهين

في خطوة جديدة نحو تعزيز الابتكار الرقمي، أعلنت شركة “دوولينجو” عن تحولها إلى نموذج قائم على الذكاء الاصطناعي بالكامل، مما أدى إلى إعادة هيكلة أجزاء من القوى العاملة لديها. وجاء هذا الإعلان عبر مذكرة داخلية من الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك “لويس فون آن”، والتي تم نشرها لاحقاً على صفحة الشركة الرسمية في “لينكد إن”.
تحولات استراتيجية في نهج العمل
تتضمن المذكرة سلسلة من التغييرات الجوهرية التي تهدف إلى تعزيز الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في عمليات التشغيل، مما يساعد على تقليل المهام اليدوية وزيادة كفاءة تطوير المحتوى. وتشير “دوولينجو” إلى أنها ستتوقف تدريجياً عن الاستعانة بمقاولين لأداء المهام التي يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها. كما ستبدأ الشركة في تقييم المرشحين للوظائف وأداء الموظفين بناءً على مدى استخدامهم لأدوات الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي لتعزيز الابتكار التعليمي
أوضح “فون آن” أن التحول نحو الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تعديل طفيف في الأنظمة التقليدية، بل يتطلب إعادة التفكير في كل جوانب العمل. وأكد أن الهدف الأساسي يتمثل في توسيع نطاق التعليم عبر إنتاج محتوى ضخم بسرعة وكفاءة، وهو أمر يصعب تحقيقه بالطرق اليدوية التقليدية.
من بين الابتكارات الجديدة، طورت الشركة ميزة مكالمات الفيديو المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تهدف إلى تقديم مستوى تدريسي يماثل المعلمين البشر. وتعد هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية الشركة لتحقيق رؤيتها في توفير تعليم لغوي عالمي شامل.
تغيير شامل في بيئة العمل
لم يقتصر التحول على تطوير المحتوى، بل امتد إلى جميع الوظائف الإدارية والتشغيلية داخل الشركة. حيث ستعمل الفرق المختلفة على إعادة تقييم طرق العمل، والسعي لاستخدام الذكاء الاصطناعي كأولوية قبل طلب أي موارد إضافية.
تعكس هذه التغيرات اتجاهاً أوسع في قطاع التكنولوجيا، حيث تتبع شركات أخرى نهجاً مشابهاً لتعزيز الكفاءة التشغيلية عبر الذكاء الاصطناعي. ومن بين هذه الشركات “شوبيفاي”، التي اعتمدت سياسات مشابهة في إدارة مواردها البشرية.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في دوولينجو
على الرغم من هذه التحولات، تؤكد “دوولينجو” أنها ما زالت ملتزمة برفاهية موظفيها من خلال توفير برامج تدريبية وأدوات تساعدهم على التكيف مع أساليب العمل الجديدة. كما توضح الشركة أن الهدف ليس استبدال الموظفين بالذكاء الاصطناعي، بل إزالة العوائق التشغيلية وإتاحة الفرصة لهم للتركيز على المهام الإبداعية الأكثر تعقيداً.
وتشير القيادة التنفيذية إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية طويلة الأمد مماثلة
مماثلة لاستثمارها المبكر في تصميم التطبيقات المحمولة عام 2012، وهو القرار الذي ساعدها على تحقيق انتشار واسع وحصلت بفضله على جائزة “أفضل تطبيق آيفون” من “آبل” عام 2013.
في النهاية، يبدو أن “دوولينجو” تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل يعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، حيث تتوقع الشركة أن يكون هذا التحول عاملاً رئيسياً في تعزيز كفاءة التعلم وتوسيع نطاقه عالميًا.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي