
كشفت دراسة حديثة أجراها مركز أبحاث تقييم ومخاطر النماذج “M.E.T.R” أن الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي في تطوير البرمجيات قد يؤدي إلى انخفاض كفاءة وسرعة المبرمجين، بعكس ما يُعتقد على نطاق واسع.
وأظهرت النتائج أن المطورين الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي استغرقوا وقتًا أطول بنسبة 16% في أداء مهامهم مقارنة بزملائهم الذين لا يستخدمون هذه الأدوات.
الدراسة التي شملت تجربة عشوائية محكمة على 16 مطور برمجيات مفتوحة المصدر، أُجريت لمعرفة تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي في مهام برمجية نموذجية مثل تصحيح الأكواد، وتقييم الأداء العام أثناء العمل.
وأثبتت النتائج أن الأداء كان أبطأ، رغم أن غالبية المشاركين اعتقدوا أنهم أصبحوا أسرع بفضل الذكاء الاصطناعي.
المفارقة أن المطورين الذين شعروا بأن أداءهم تحسّن، قدّروا أن الذكاء الاصطناعي زاد من إنتاجيتهم بنسبة تصل إلى 20%، في حين أن الواقع بيّن عكس ذلك تمامًا، ما دفع الباحثين إلى وصف الفجوة بين التصور والواقع بأنها “لافتة للنظر”.
ويأتي هذا التقرير في وقت تعتمد فيه شركات تطوير البرمجيات بشكل متزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة فرقها، لا سيما بعد إطلاق شركة “OpenAI” لوكيل البرمجة “كود إكس” كأداة داعمة لمطوري البرمجيات عبر منصة “شات جي بي تي”.
ورغم هذا الإقبال، أكد باحثو “M.E.T.R” أن الأداة – رغم فعاليتها المحتملة – قد تكون أكثر نفعًا للمبرمجين الأقل خبرة أو الذين يتعاملون مع أكواد غير مألوفة، لكنها لا تحقق الفعالية ذاتها مع المطورين المحترفين ذوي الخبرة الطويلة.
نتائج الدراسة تتماشى مع بحث سابق أجرته جامعة ستانفورد، والذي خلُص إلى أن الذكاء الاصطناعي يعزز أداء المبرمجين المبتدئين، لكنه قد يعوق المحترفين ويقلل من كفاءتهم بسبب اعتمادهم الزائد عليه.
وأكد الباحثون أن تأثير الذكاء الاصطناعي على الإنتاجية يختلف بشكل كبير باختلاف مهارة المستخدم، مما يثير تساؤلات حول كيفية دمج هذه الأدوات في بيئات العمل التقنية دون التأثير سلبًا على أصحاب الكفاءة والخبرة.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي