ثورة في التصميم: وكيل ذكي جديد يتعلم استخدام CAD لتحويل الرسومات ثنائية الأبعاد إلى نماذج ثلاثية الأبعاد
كتب: محمد شاهين

لطالما شكل تعلم برامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر (CAD) تحديًا كبيرًا للمهندسين والمصممين، نظرًا لتعقيدها ووفرة أوامرها التي تصل إلى الآلاف. لكن باحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) يطورون وكيلاً ذكياً قادراً على إتقان استخدام هذه البرامج المعقدة، مما يعد بفتح آفاق جديدة للإبداع وزيادة الإنتاجية في مجال التصنيع والتصميم.
برنامج CAD.. ضرورة صعبة الإتقان
يعد CAD العمود الفقري لتصميم معظم المنتجات المادية في عصرنا، من الهواتف الذكية إلى السيارات. يستخدمه المهندسون لتحويل الرسومات المسطحة (2D) إلى نماذج مجسمة (3D) يمكن اختبارها وتحسينها رقميًا قبل الانتقال إلى مرحلة الإنتاج. ومع ذلك، فإن إتقان هذا البرنامج يتطلب شهورًا وربما سنوات من الممارسة، مما يجعله حاجزًا أمام الكثيرين من ذوي الأفكار الإبداعية ولكنهم يفتقرون للخبرة التقنية العميقة.
وكيل ذكي يتعلم من الفيديوهات مثل الإنسان
كشف فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عن نموذج ذكي فريد يتعامل مع برنامج CAD بطريقة تحاكي المستخدم البشري تمامًا. عند إعطاء الوكيل رسمةٍ أولية ثنائية الأبعاد، يقوم بتحويلها بسرعة إلى نموذج ثلاثي الأبعاد من خلال النقر على الأوامر والخيارات في البرنامج، تمامًا كما يفعل المهندس.
لتحقيق ذلك، أنشأ الفريق مجموعة بيانات جديدة وضخمة أطلقوا عليها اسم “VideoCAD”، تحتوي على أكثر من 41,000 فيديو يوضح بالتفصيل كيفية بناء نماذج ثلاثية الأبعاد خطوة بخطوة داخل البرنامج. من خلال تعلم الآلاف من التسلسلات التفصيلية (مثل النقر على نقاط محددة، وسحب الفأرة، وتحديد أدوات مثل “دائرة” أو “بثق”)، تمكن النظام الذكي من فهم الروابط بين أفعال واجهة المستخدم والنتيجة النهائية في النموذج.
الرؤية المستقبلية: “مساعد افتراضي” للتصميم
الهدف النهائي من هذا البحث هو تطوير ما يشبه “مساعدًا افتراضيًا (Co-Pilot) لبرنامج CAD”. لا يقتصر دور هذا المساعد على إنشاء النماذج ثلاثية الأبعاد وحسب، بل يمكنه: التعاون مع المصمم البشري واقتراح الخطوات التالية المنطقية.
أتمتة التسلسلات المتكررة والمملة في التصميم، مما يوفر وقت المهندسين الثمين ويحول دون الأخطاء البشرية.
جعل التصميم ثلاثي الأبعاد في متناول الجميع، وليس حكرًا على من حصلوا على تدريبات مكثفة.
تأثيرات ملموسة: إنتاجية أعلى وإبداع أوسع
يؤكد الباحثون على أن هذه التكنولوجيا ليست مجرد أداة لأتمتة المهام، بل هي وسيلة لتعزيز الإبداع البشري:
زيادة إنتاجية المهندسين: من خلال أتمتة المهام الروتينية، يمكن للمهندسين التركيز على الجوانب الإبداعية والمعقدة من التصميم.
خفض حاجز الدخول: ستمكن الأشخاص من غير المتخصصين أو ذوي الخبرة المحدودة من تحويل أفكارهم إلى نماذج أولية واقعية، مما يوسع دائرة المبتكرين.
الخلاصة: خطوة أولى نحو مستقبل أكثر ذكاءً في التصميم
يمثل هذا الوكيل الذكي وقاعدة البيانات “VideoCAD” حجر الأساس لجيل جديد من أدوات التصميم. بينما لا يزال البحث في مراحله الأولى ويتطلع لدعم تصاميم أكثر تعقيدًا، فإنه يضعنا على أعتاب عصر يصبح فيه التعاون بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي هو المحرك الرئيسي لابتكار المنتجات في المستقبل.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.







