تحول استراتيجي كبير: ميتا تخفض استثمارات الميتافيرس بنسبة 30% لصالح نظارات الذكاء الاصطناعي الذكية
كتب: محمد شاهين

في خطوة تعكس إعادة تقييم جذرية للأولويات، أعلنت شركة ميتا (Meta) عن تحول استراتيجي كبير، حيث تعيد توجيه جزء كبير من استثماراتها بعيداً عن مشروع الميتافيرس (Metaverse) طويل الأمد، لضخه في تطوير نظارات ذكية معززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. هذا التحرك يأتي استجابة لضغوط المستثمرين ولفرص النمو السريع في سوق الأجهزة القابلة للارتداء.
تفاصيل التحول: خفض 30% للميتافيرس وتركيز على الذكاء الاصطناعي
كشف تقرير لوكالة بلومبرج أن ميتا تخطط لخفض استثماراتها في قطاع الميتافيرس بنسبة تصل إلى 30%. وقد ارتفعت أسهم الشركة بأكثر من 3.4% فور نشر الخبر، في إشارة واضحة لترحيب السوق بهذا التحول.
وأكد متحدث باسم ميتا أن الشركة تسعى لتعظيم الاستفادة من “الزخم” الحاصل في قطاع النظارات الذكية، دون الإعلان عن أي تغييرات تنظيمية أوسع أو خفض للوظائف نتيجة هذا التحول.
من الميتافيرس إلى الواقع المعزز: البحث عن الجدوى الاقتصادية
تمثل هذه الخطوة تراجعاً ظاهرياً عن الرؤية الطموحة التي دفعت الشركة (المعروفة سابقاً باسم فيسبوك) لتغيير اسمها إلى “ميتا” في عام 2021. فقد أنفقت الشركة مليارات الدولارات على مر السنين لبناء عالم الميتافيرس الافتراضي ومنصته الأساسية “هورايزن وورلدز”، لكنها عانت لإقناع المستثمرين والمستخدمين على حد سواء بجدواه التجارية والطلب الجماهيري عليه، خاصة في ظل المنافسة الشديدة على اهتمام المستخدمين وتقنيات أخرى ناشئة.
نظارات “ميتا” الذكية: المنتج الذي يسرّع التحول
يأتي هذا التحول الاستراتيجي مدفوعاً بالنجاح المبكر والإقبال الإيجابي على أحدث إصدار من نظارات ميتا الذكية التي أطلقت في سبتمبر الماضي. تتميز هذه النظارات بما يلي:
شاشة عرض صغيرة داخل العدسة تقدم معلومات مباشرة في مجال رؤية المستخدم.
قدرات ذكاء اصطناعي متقدمة: يمكنها وصف ما تراه للمستخدم وترجمة النصوص فورياً في العالم الحقيقي.
تصميم مدمج يعتبر قفزة تقنية تجمع بين الفائدة والتخفي مقارنة بالأجيال السابقة.
هذه الميزات وضعت ميتا في موقع الريادة المبكر في سوق سريع النمو، تجذب إليه أيضاً عمالقة تكنولوجيا من الصين وشركات عالمية أخرى.
مستقبل ميتا: تكامل الذكاء الاصطناعي في المنتجات الأساسية
إلى جانب التركيز على الأجهزة القابلة للارتداء، تعمل ميتا على تعزيز تكامل نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة (Large AI Models) في منتجاتها الأساسية، كما هو الحال في برمجية الذكاء الاصطناعي المدمجة في واتسآب. يشير هذا إلى استراتيجية شاملة تهدف إلى:
تسخير الزخم التجاري الحالي للذكاء الاصطناعي عبر منتجات ملموسة (مثل النظارات).
تعزيز أدوات الربح الأساسية للشركة (منصات التواصل) بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
تحقيق توازن أكثر واقعية بين الاستثمارات طويلة الأجل عالية المخاطر (الميتافيرس) والمشاريع ذات العائد الأقصر أجلاً والقابل للقياس.
أولوية الربحية والزخم السوقي
يُجسّد هذا التحول الاستراتيجي لميتا نضجاً في أولويات الشركة، حيث تنتقل من الدفاع عن رؤية مستقبلية وحيدة ومكلفة، إلى تبني نهج أكثر مرونة يستجيب لإشارات السوق والمستثمرين. بينما لا تتخلى الشركة كلياً عن حلم الميتافيرس، فإنها تخصص مواردها بشكل أكثر حكمة نحو مجالات تكنولوجية تظهر فيها قابلية للتطبيق التجاري والجماهيري بالفعل اليوم. قد تشكل النظارات الذكية المدخل الحقيقي لعالم الواقع المعزز الذي طالما حلمت به ميتا، ولكن عبر مسار تدريجي وأكثر عملية.
هذا المحتوى تم إعداده باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.







