تحديثات مثيرة للجدل: ساوندكلاود تفتح الباء أمام تدريب الذكاء الاصطناعي على محتوى المستخدمين
كتب -محمد شاهين

أثارت منصة ساوندكلاود (SoundCloud) ضجة واسعة بعد تحديث شروط استخدامها بشكلٍ خفي في فبراير 2024، مُنحت بموجبه نفسها صلاحية استخدام المحتوى الصوتي الذي يرفعه المستخدمون لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. جاء التعديل وسط موجة انتقادات من مُنشئي المحتوى والمهتمين بأخلاقيات التكنولوجيا، الذين يعتبرون هذه الخطوة انتهاكاً لخصوصية المبدعين وحقوقهم المالية.
1. التحديث الخفي: سياسة جديدة تثير التساؤلات
وفقاً للتحديث الذي اكتشفه الخبير التقني إد نيوتن-ريكس، تنص الشروط الجديدة على:
إمكانية استخدام المحتوى المُرفع “لتعليم أو تطوير أو تدريب” تقنيات الذكاء الاصطناعي.
استثناء المحتوى الخاضع لاتفاقيات خاصة مع شركات الإنتاج (مثل يونيفرسال ميوزك ووارنر ميوزك).
عدم وجود خيار واضح للمستخدمين لرفض مشاركة محتواهم في تدريب الذكاء الاصطناعي عبر إعدادات المنصة.
2. ردود الفعل: غضب المستخدمين وحيرة الخبراء
تصاعدت الانتقادات بسبب:
غياب الموافقة الصريحة: مطالبات بجعل المشاركة في تدريب الذكاء الاصطناعي اختيارية (Opt-in) بدلاً من الافتراضية.
مخاوف مالية: مطالبة المُبدعين بالحصول على تعويضات إذا استُخدمت أعمالهم في تطوير نماذج ربحيّة.
إشكالات أخلاقية: تخوفات من استغلال المحتوى الإبداعي دون ضوابط، خاصة مع تزايد شراكات ساوندكلاود مع شركات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
3. سابقة خطيرة: منصات أخرى تتبع نفس النهج
ليست ساوندكلاود الوحيدة في هذا المضمار، ففي الأشهر الماضية:
عدلت منصة إكس (X) سياساتها للسماح بتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على منشورات المستخدمين.
سمحت يوتيوب بإنشاء نماذج توليدية بناءً على مقاطع الفيديو.
أضافت لينكدإن بنداً يجيز استخدام بيانات المستخدمين في التدريب.
4. توضيحات ساوندكلاود: بين التطمينات والمخاوف المستمرة
رداً على الانتقادات، أوضح متحدث باسم المنصة:
أن التحديث يهدف لتحسين خدمات داخلية مثل التوصيات الشخصية وكشف الاحتيال، وليس لتدريب نماذج توليدية.
وجود ضوابط تقنية مثل وسم “no AI” لمنع الاستخدام غير المصرح به.
التزام المنصة بدعم المبدعين وعدم مشاركة محتواهم مع أطراف خارجية دون موافقة.
لكن يبقى السؤال: كيف تُوازن المنصة بين ابتكارات الذكاء الاصطناعي وحماية حقوق المبدعين مع غياب خيار “الانسحاب” الصريح؟
5. مستقبل المحتوى الرقمي: أين تكمن الموازنة؟
تشير الأزمة إلى تحديات أوسع في عصر الذكاء الاصطناعي:
الحاجة لإطار قانوني عالمي ينظم استخدام البيانات في التدريب، مع ضمان حقوق الملكية.
تعزيز الشفافية: إلزام المنصات بالإفصاح عن كيفية تفاعل الذكاء الاصطناعي مع المحتوى.
تمكين المُبدعين: عبر أدوات تتيح لهم التحكم الكامل في مشاركة أعمالهم مع خوارزميات التدريب.
الخلاصة:
تعديلات ساوندكلاود تعكس معضلة عصرية: كيف نستفيد من الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإبداع دون إهدار حقوق من يصنعونه؟ الجواب لن يأتي من المنصات وحدها، بل من حوار شامل يجمع المشرعين، التقنيين، والمجتمع الإبداعي.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.