تقنيات جديدة

بين الإبداع والتاريخ: فيديوهات الذكاء الاصطناعي تثير جدلاً حول دقة سرد الماضي

كتب: محمد شاهين

0:00

 

 

أثارت فيديوهات الذكاء الاصطناعي التي انتشرت مؤخراً على منصة تيك توك جدلاً واسعاً بين المؤرخين. فهذه الفيديوهات، التي تُظهر مشاهد واقعية من فترات تاريخية مختلفة، تُتيح للمشاهد فرصة “السفر عبر الزمن” للعيش لحظات من حياة أشخاص في روما القديمة، أو مصر الفرعونية، أو لندن خلال وباء الموت الأسود.

وقد حققت هذه الفيديوهات، التي أنتجها “دان” و”هوجن” عبر حسابات “POV Lab” و”Time Traveller POV”، ملايين المشاهدات.

ويرى “دان”، من المملكة المتحدة، أن هذه الفيديوهات تُقدم طريقة فريدة لإحياء التاريخ من خلال منظور الشخص الأول. أما “هوجن”، البالغ من العمر 27 عاماً من النرويج، فيرى أنها تُساعد على تعريف الناس بفترات تاريخية مهمة.

لكن، وعلى الرغم من الشعبية الكبيرة لهذه الفيديوهات، فقد أثار محتواها قلقاً لدى العديد من المؤرخين الذين يشككون في دقته، متسائلين عما إذا كانت هذه الفيديوهات تُعيد إحياء الماضي حقاً، أم أنها مجرد نسخة مُحسّنة ومُعدّلة للتاريخ، مصممة لجذب المشاهدين.

فقد وصفت الدكتورة آيمي بوينغتون، المؤرخة، الفيديو الذي يصور فترة العصور الوسطى بأنه “هواة” و”مثير للعواطف” أكثر منه دقيقاً تاريخياً، مشيرةً إلى عدم دقة بعض التفاصيل، مثل وجود نوافذ زجاجية كبيرة وخط سكة حديد في مدينة تعود للقرن الرابع عشر. كما انتقدت الدكتورة هانا بلاتس، المؤرخة والباحثة في علم الآثار، عدم دقة فيديو يصور ثوران بركان فيزوف في بومبي، مشيرةً إلى عدم تطابق المشاهد مع الروايات التاريخية.

من جهته، اعترف “دان”، الذي أنتج فيديو بومبي، بوجود أخطاء تاريخية في فيديوهاته، مؤكداً أنها تُركز على إثارة مشاعر المشاهدين أكثر من كونها إعادة تمثيل دقيقة للواقع.

لكن، تُثير هذه “التفسيرات الفنية” قلق الدكتورة بوينغتون، التي تحذر من إمكانية استخدامها للتلاعب بالحقائق التاريخية، مُشددةً على ضرورة توخي الحذر، خاصةً بالنسبة للشباب الذين قد يكتسبون معلوماتهم التاريخية من هذه الفيديوهات.

في المقابل، يرى المؤرخون أن لهذه الفيديوهات مزاياها، فقد اعتبرت الدكتورة بوينغتون أنها قد تُشجع المشاهدين على البحث عن المزيد من المعلومات، في حين أكدت بروفيسورة علم المصريات إليزابيث فرود على أهميتها في زيادة الوعي بالتاريخ، شريطة أن تكون دقيقة وموثوقة.

هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

Main Heading Goes Here
Sub Heading Goes Here

No, thank you. I do not want.
100% secure your website.
Main Heading Goes Here
Sub Heading Goes Here

No, thank you. I do not want.
100% secure your website.
Powered by