تقارير ومتابعات

بنك إنجلترا يحذر من مخاطر فقاعة الذكاء الاصطناعي على الاستقرار المالي العالمي

كتب: محمد شاهين

0:00

أصدر بنك إنجلترا تحذيراً خطيراً من أن أسعار أسهم كبرى الشركات التكنولوجية، وخاصة تلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، قد تشهد “تصحيحاً حاداً” في قيمتها، مما ينذر بتكوّن فقاعة استثمارية تشبه إلى حد كبير فقاعة الدوت كوم التي انفجرت مطلع الألفية.

وأشار البنك المركزي البريطاني في تقريره الدوري للاستقرار المالي إلى أن تقييمات الأسهم في المملكة المتحدة تقترب من مستوياتها “الأكثر تضخماً” منذ الأزمة المالية العالمية لعام 2008، فيما تذكر تقييمات الأسهم في الولايات المتحدة بتلك التي سبقت انهيار فقاعة الدوت كوم. وحذر التقرير بشكل خاص من أن التقييمات تبدو “ممتدة إلى حد كبير” بالنسبة للشركات التي تركز على الذكاء الاصطناعي.

تحذيرات من فقاعة الذكاء الاصطناعي وتريليونات الديون
كشف البنك أن نمو قطاع الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الخمس المقبلة سيكون ممولاً بتريليونات الدولارات من الديون، مما يرفع مخاطر الاستقرار المالي في حال انخفضت قيمة هذه الشركات. واستشهد بتوقعات قطاعية تشير إلى أن الإنفاق على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي قد يتجاوز 5 تريليونات دولار (حوالي 3.8 تريليون جنيه إسترليني).

وأوضح أن جزءاً كبيراً من هذا التمويل سيأتي من الشركات نفسها، ولكن نحو النصف سيكون من مصادر خارجية، غالباً عبر الديون. وحذر التقرير: “الروابط الأعمق بين شركات الذكاء الاصطناعي وأسواق الائتمان، والتشابك المتزايد بين تلك الشركات، يعنيان أنه في حال حدوث تصحيح في أسعار الأصول، فإن الخسائر على القروض قد تزيد من مخاطر الاستقرار المالي”.

تخفيف متطلبات رأس المال للبنوك لتحفيز الإقراض
في قرار ذي صلة، أعلن بنك إنجلترا عن خطط لخفض مقدار رأس المال الذي يتعين على البنوك العاملة في الشارع الرئيسي (هاي ستريت) الاحتفاظ به، في محاولة لتعزيز الإقراض وتحفيز النمو الاقتصادي. ويُعد هذا أول تخفيض في متطلبات رأس المال منذ الأزمة المالية عام 2008.

جاء هذا القرار بعد اختبارات إجهاد أظهرت أن البنوك ستتمكن من الصمود في سيناريو أزمة حيث يتضاعف معدل البطالة وتهبط أسعار المنازل ويتقلص الاقتصاد بنسبة 5٪. واقترح البنك خفض الحد الأدنى لمتطلبات رأس المال من الدرجة الأولى للبنوك من 14٪ إلى 13٪، مؤكداً أن ذلك سيظل يمنح المؤسسات احتياطياً بقيمة 60 مليار جنيه إسترليني ضد الحد الأدنى للمتطلبات لضمان استمرارها في الإقراض للأسر والشركات.

مخاطر عالمية متزايدة وتأثير على المدخرين والرهون العقارية
سلط التقرير الضوء أيضاً على ارتفاع المخاطر على الاستقرار المالي خلال عام 2025، مستشهداً بالتوترات الجيوسياسية وحروب التجارة العالمية وارتفاع تكاليف الاقتراض للحكومات. كما حذر من أن التوتر المتزايد بين الدول يزيد من احتمال وقوع هجمات إلكترونية واختلالات أخرى.

على الصعيد المحلي، حذر البنك من أن أصحاب المنازل الذين سينتهي عمل اتفاقيات الرهن العقاري ذات السعر الثابت خلال العامين المقبلين، سيواجهون زيادة قدرها 64 جنيه إسترليني في السداد الشهري، بزيادة نسبتها 8٪. ومن المتوقع أن يعيد 3.9 مليون شخص (43٪ من حاملي الرهون العقارية) التمويل بأسعار فائدة أعلى بحلول عام 2028.

ردود فعل عالمية وتفاؤل حذر
يعد بنك إنجلترا أحدث مؤسسة تحذر من احتمال حدوث انهيار في قيمة شركات الذكاء الاصطناعي. وكان جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورجان الأمريكي، قد صرح في أكتوبر الماضي بأنه “قلق أكثر بكثير من الآخرين” بشأن خطر حدوث تصحيح خطير في السوق خلال السنوات المقبلة. كما أصدر صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تحذيرات مماثلة.

ومع ذلك، أبدى أندرو بيلي، محافظ بنك إنجلترا، تفاؤلاً حذراً، مشيراً إلى وجود فرق عن حالة الدوت كوم يتمثل في أن شركات الذكاء الاصطناعي الحالية “لديها تدفقات نقدية إيجابية، ولم تُخلق على الأمل فقط”. وأكد أن الذكاء الاصطناعي قد يكون بالفعل التكنولوجيا العامة التالية التي تعزز نمو الإنتاجية، لكنه حذر من أن ذلك لا يعني أن جميع الشركات في هذا المجال ستفوز بنفس القدر.

هذا المحتوى تم إنشاؤه باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

Main Heading Goes Here
Sub Heading Goes Here

No, thank you. I do not want.
100% secure your website.
Powered by
Main Heading Goes Here
Sub Heading Goes Here

No, thank you. I do not want.
100% secure your website.