بريطانيا تُنشر تقنية الذكاء الاصطناعي لتعزيز أمن القطب الشمالي وسط تهديدات متزايدة
كتب: محمد شاهين

أعلنت المملكة المُتحدة عن نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز أمن القطب الشمالي وسط تصاعد التوترات الجيو-سياسية والتحديات الأمنية من دول معادية. وسيُؤكّد وزير الخارجية ديفيد لامي على هذا الأمر.
يُعتبر هذا الإجراء دليلاً على التزام المملكة المُتحدة باستخدام التكنولوجيا للتعامل مع المشهد الأمنيّ العالميّ المُعقّد بشكلٍ متزايد. فما يحدث في المناطق القطبية لدول جارَة مثل النرويج وآيسلندا له تأثيرٌ مباشرٌ وعميقٌ على الأمن الوطنيّ للمملكة المُتحدة.
يُرتبط الأمن الوطنيّ للمملكة المُتحدة باستقرار المنطقة القطبية الشمالية. فقد تغيّر هذا الفضاء النائيّ المُتجمد سابقا، مما غيّر حسابات الأمن للمملكة المُتحدة. فقد أصبح القطب الشمالي ساحةً للمنافسة الجيو-سياسية والتجارة، وهو جانبٌ رئيسيّ لأمن أوروبا والمملكة المُتحدة.
وتُمثّل الأسطول الشماليّ الروسيّ تحدياً مستداماً في هذه المياه المُتجمدة، حيث يُهدّد البنية التحتية الحساسة مثل الكابلات البحرية التي تُربط المملكة المُتحدة وأوروبا. وتُعزز هذه الأنشطة الروسية العدوانية في المنطقة.
لذا، سيتمّ تفعيل شراكة تقنية بين المملكة المُتحدة وآيسلندا لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعيّ في رصد الأنشطة المُعادية في هذه المنطقة الواسعة. وتُعتبر هذه الاستراتيجية مُتقدّمة، حيث تُدرك أنّ انفتاح القطب الشماليّ يُتيح فرصاً لمن قد يسعى إلى استغلال نقاط ضعفه.
كما تُعزّز المملكة المُتحدة شراكتها الدفاعية مع النرويج، حيث يُجري الجُند البريطانيّ تدريباتٍ في القطب الشمالي في النرويج منذ أكثر من نصف قرن. وتُعزّز هذه الشراكة القديمة من خلال اتفاقية لتعزيز أمن كلا الدولتين.
وتُعتبر مبادرات الأمن القطبيّ جزءاً من تعزيزٍ أوسع للموقف الدفاعيّ للمملكة المُتحدة، حيث سيتمّ زيادة الإنفاق الدفاعيّ إلى 2.5% من الناتج الداخليّ الإجماليّ بحلول أبريل 2027، مع هدف الوصول إلى 3% في البرلمان القادم.
إنّ التوجه نحو الذكاء الاصطناعيّ ليس مجرد ترقية تقنية، بل ضرورة استراتيجية في عالمٍ مترابطٍ حيث يُرتبط الأمن والتعاون الدوليّ بشكلٍ وثيق.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.