باحث ذكاء اصطناعيّ يُطلق مشروعًا مثيرًا للجدل: أتمتة جميع الوظائف البشرية

أطلق الباحث الشهير في مجال الذكاء الاصطناعي، تاماى بيسيرجل، مشروعًا جديدًا يُدعى “ميكانايز” (Mechanize)، يهدف إلى أتمتة جميع الوظائف البشرية، مُثيرًا جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. وقد واجه بيسيرجل انتقاداتٍ حادةً، خاصةً من قبل أعضاء معهد أبحاث الذكاء الاصطناعي الذي أسسه، “إبوك” (Epoch)، الذي يُعرف ببحوثه المُحايدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
يهدف مشروع ميكانايز إلى توفير البيانات والتقييمات والبيئات الرقمية اللازمة لأتمتة أيّ وظيفةٍ بشرية، باستخدام وكلاء ذكاء اصطناعي. وقد قدّر بيسيرجل حجم السوق المُستهدف بـ 60 تريليون دولار سنويًا، وهو ما يُمثل مجموع الأجور التي يتقاضاها العمال حول العالم. ورغم أنّه أكّد أنّ تركيزه الحاليّ ينصبّ على الوظائف المكتبية، إلا أنّ طموحه في أتمتة جميع الوظائف أثار مخاوفٍ كبيرةً بشأن مستقبل العمل البشري.
وقد انتقد العديد من المُستخدمين على منصة X هذا المشروع، مُشيرين إلى أنّ أتمتة معظم الأعمال البشرية ستُشكّل خسارةً كبيرةً للبشر. كما أثارت هذه الخطوة تساؤلاتٍ حول حيادية معهد “إبوك” للبحوث، خاصةً بعد أن كشف المعهد في ديسمبر الماضي عن دعم شركة OpenAI لإحدى معايير قياس أداء الذكاء الاصطناعي التي أنتجها المعهد، والتي استخدمتها OpenAI لاحقًا للإعلان عن نموذجها الجديد o3.
يُدعم مشروع ميكانايز من قبل شخصياتٍ بارزةٍ في عالم التكنولوجيا، مثل نات فريمان ودانيال غروس، وباتريك كوليسون، وآخرين. وقد أكّد ماركوس أبراmovitch، أحد المُستثمرين، أنّه استثمر في المشروع نظرًا لتميّز فريق العمل وعمق تفكيرهم في مجال الذكاء الاصطناعي.
يُدافع بيسيرجل عن مشروعه، مُشيرًا إلى أنّ أتمتة العمل ستُؤدّي إلى نموّ اقتصاديّ هائل، وسيُحسّن من مستوى المعيشة، وخلق سلعٍ وخدماتٍ جديدة. كما يُشير إلى أنّ الأجور البشرية قد تزداد في عالمٍ مُعتمدٍ على الذكاء الاصطناعي، لأنّ العمال البشريّون سيصبحون أكثر قيمةً في الأدوار التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بها. لكنّه يُقرّ أيضًا بأنّ الرفاه الاقتصاديّ لا يقتصر على الأجور فقط، وأنّ الناس قد يحصلون على الدخل من مصادر أخرى، مثل الإيجارات والأرباح، والرعاية الاجتماعية.
رغم أنّ رؤية بيسيرجل وطموحه طموحٌ كبيرٌ، إلا أنّ التحديات التقنية التي يسعى لحلها حقيقيةٌ، حيث تُعاني وكلاء الذكاء الاصطناعي من قصورٍ في الموثوقية، والاحتفاظ بالمعلومات، وإتمام المهام بشكلٍ مستقل، والتخطيط على المدى الطويل. ويُعتبر هذا المشروع جزءًا من السباق العالميّ لتطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي، مع وجود العديد من الشركات الكبرى التي تعمل على تطوير منصات وكلاء ذكاء اصطناعيّ متقدمة.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.