
شهدت شركة آبل الشهر الماضي حدثين بارزين، كانا متناقضين تمامًا في طبيعتهما. من جهة، أعلنت آبل عن بعض التقدمات في مجال الذكاء الاصطناعي خلال مؤتمر المطورين السنوي، ومن جهة أخرى، أطلقت فيلمها الأول “F1” الذي حقق نجاحًا كبيرًا بإيرادات تجاوزت 155 مليون دولار في أول عطلة نهاية أسبوع له.
بينما يمثل فيلم “F1” انتصارًا لشركة آبل، فإن رد فعل وول ستريت على إعلانات الذكاء الاصطناعي يشير إلى وجود مشكلات تحت السطح. حيث أظهر الفيلم قدرة آبل على الاستثمار في مشاريع طويلة الأمد، على الرغم من التحديات التي تواجهها في تطوير ميزات الذكاء الاصطناعي.
فيلم “F1” ليس مجرد نجاح مالي، بل يبرز قوة آبل في التسويق وجذب كبار النجوم. استخدمت الشركة جميع الوسائل المتاحة للترويج للفيلم، بما في ذلك إرسال إشعارات عبر تطبيق المحفظة الخاص بها، وظهور الرئيس التنفيذي تيم كوك مع النجم براد بيت في متجر آبل في نيويورك.
ومع ذلك، فإن النجاح في عالم السينما لا يعني أن آبل قد حلت مشكلاتها في مجال الذكاء الاصطناعي. فعندما تم الكشف عن ميزات “Apple Intelligence” في مؤتمر WWDC، كانت التوقعات مرتفعة، ولكن آبل لم تقدم التحديثات التي كان ينتظرها المستثمرون والمستخدمون، مثل تحسينات كبيرة على مساعدها الشخصي “سيري”.
على الرغم من أن “سيري” كانت من بين أولى المساعدات الصوتية في السوق، إلا أنها لم تتطور بالشكل المطلوب مقارنة بمنافسيها، مثل جوجل وأمازون. التحديات التي تواجهها آبل في هذا المجال قد تؤدي إلى تأخرها في المنافسة، خاصة في ظل الاستثمارات الكبيرة التي تقوم بها شركات أخرى في تطوير الذكاء الاصطناعي.
وفي ظل هذه التحديات، تشير التقارير إلى أن آبل قد تفكر في استخدام تقنيات من شركات مثل “Anthropic” أو “OpenAI” بدلاً من الاعتماد على نماذجها الخاصة. إذا حدث ذلك، سيكون اعترافًا بأن نماذج آبل الحالية ليست كافية لتحقيق ما تريده الشركة.
بينما يبرز نجاح “F1” قدرة آبل على تحقيق أهداف طويلة المدى، فإن استراتيجيتها في الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى نفس هذا النوع من التخطيط طويل الأمد، حتى تتمكن من المنافسة في عالم التكنولوجيا سريع التطور.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.