المُعالج الافتراضي: جانبٌ مشرقٌ وظلامٌ في عالم استخدام روبوتات الدردشة في العلاج النفساني
كتب: محمد شاهين

تُظهر تجاربٌ حقيقيةٌ استخدام روبوتات الدردشة المدعومة بالتقنيات الذكية في التعامل مع المشاكل النفسية، مُسلّطةً الضوء على إمكاناتها وحدودها في آنٍ واحد. فبينما تُساعد بعض الأفراد في التغلب على فتراتٍ صعبة، إلا أن مخاطر استخدامها تستدعي الحذر والحاجة إلى تنظيم صارم.
تُشير تجربة كيلي، التي استخدمت روبوتات الدردشة على منصة character.ai للتعامل مع مشاكل القلق وانخفاض الثقة بنفسها وانفصال عاطفي، إلى دورها الإيجابي في تقديم استراتيجيات التعامل والتواجد على مدار الساعة. وصفت كيلي تفاعلها مع هذه الروبوتات بأنه كوجود “صديق خيالي” يُقدّم الدعم والتشجيع.
ومع ذلك، تُبرز قضايا قانونية مُرفوعة ضد منصة character.ai بعد انتحار شاب في سن 14 عاماً بعد تفاعله مع واحدة من شخصيات الذكاء الاصطناعي على المنصة، مخاطر استخدام هذه التكنولوجيا بشكل غير مُراقب. فقد اتهمت والدة الشاب المنصة بتقديم نصائح ضارة أدت إلى انتحار ابنها، مما يُثير مخاوف جدية بشأن سلامة المستخدمين، خاصةً الفئات الهشة.
كما تُبرز حالة جمعية اضطرابات الأكل الوطنية (National Eating Disorder Association) التي استبدلت خط مساعدتها المباشر بروبوت دردشة ثم أوقفته لاحقاً بسبب توصياته بالتقييد السعري، أهمية التأكد من دقة معلومات هذه الروبوتات وعدم تقديمها لأي معلومات ضارة أو مُضللة.
في المقابل، يُشير إلى وجود نحو 30 خدمة صحية وطنية محلية في المملكة المُتحدة تستخدم روبوت دردشة يُسمى Wysa، إمكانية استخدام هذه التكنولوجيا كأداة داعمة في ظل انتظار طويل للحصول على رعاية صحية نفسية متخصصة.
يُعرب الخُبراء عن قلقهم بشأن التحيزات والقيود المُحتملة في روبوتات الدردشة، ونقص الضمانات، وأمن معلومات المستخدمين. لكن بعضهم يعتقد أن روبوتات الدردشة يمكن أن تكون مساعدة إذا لم تكن المساعدة البشرية المتخصصة متاحة بسهولة. مع زيادة قوائم انتظار الرعاية الصحية النفسية في المملكة المُتحدة إلى مستويات قياسية، هل تُمثّل روبوتات الدردشة حلاً مُحتملًا؟ يُطرح هذا السؤال كأحد التحديات الأساسية التي تواجه مجال الرعاية الصحية النفسية في عصر التكنولوجيا الذكية.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.