الروبوت الفنان Ai-Da يثير تساؤلات فلسفية عميقة: هل يهدد الذكاء الاصطناعي جوهر الإبداع الإنساني؟
كتبت: أمل علوي

في تطور جديد يعكس مدى تسارع قدرات الذكاء الاصطناعي، كشفت الروبوت الفنانة “آي-دا” (Ai-Da) – أول روبوت فنان فائق الواقعية في العالم – عن لوحة فنية جديدة تجسد الملك تشارلز الثالث، وذلك بعد إنجازها سابقًا لوحة لوالدته الملكة إليزابيث الثانية، ولوحة ثلاثية للعبقري آلان تورينغ، والتي بيعت بأكثر من مليون جنيه إسترليني.
الروبوت، الذي تم تطويره في جامعة أوكسفورد على يد المختص في الفن المعاصر إيدن ميلر، وصُنع بدقة هندسية بواسطة شركة “Engineered Arts” البريطانية، لا يقتصر دوره على محاكاة الرسم، بل يعمل وفق خوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة تسمح له بـتحليل الصور ورسمها باستخدام ذراع روبوتية دقيقة.
🖌️ من التقاط الصورة إلى لمس الإبداع: كيف تعمل Ai-Da؟
تمتلك Ai-Da كاميرات داخل عينيها تلتقط الصور بدقة عالية.
تقوم بتحليل هذه الصور عبر خوارزميات متقدمة تحول المعلومات إلى إحداثيات في الوقت الحقيقي.
تنتقل هذه الإحداثيات إلى ذراعها الآلية، لتبدأ عملية الرسم أو التلوين.
كما يمكن الحديث معها عبر نموذج لغوي ذكي، مما يسمح لها باختيار مواضيعها ومناقشتها.
وقد أشار ميلر إلى أن العمل مع Ai-Da لا يُبرز فقط الإنجازات التقنية، بل يفتح بابًا واسعًا للتساؤل حول العلاقة بين الإنسان والآلة، وبين الفن والمشاعر، وبين الإبداع والبرمجة.
🌐 الذكاء الاصطناعي على مسرح الفن العالمي
تم اختيار Ai-Da لتمثيل الفن الرقمي في فعاليات دولية مهمة مثل قمة “الذكاء الاصطناعي من أجل الخير” بالأمم المتحدة في جنيف، حيث أثارت أعمالها تفاعلًا واسعًا، سواء من المبدعين أو من النقاد.
ويقول ميلر إن اختيار الملك تشارلز كموضوع فني جاء في إطار التفاعل مع “الأسئلة البيئية والإنسانية الكبرى في عصر التكنولوجيا”، وهو ما يجعل الموضوع أكثر من مجرد تجربة بصرية.
❓ تساؤلات أخلاقية وفلسفية: هل ما تفعله Ai-Da هو فن حقيقي؟
يثير عمل Ai-Da عددًا من الإشكالات الجوهرية:
هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن “يشعر” بجماليات العمل الفني؟
من هو الفنان الحقيقي؟ المبرمج، أم الآلة، أم من يختار الموضوع؟
وهل يمكن أن تُستبدل الموهبة البشرية في الفنون بكيانات تعتمد على البيانات فقط؟
ورغم أن Ai-Da لا “تشعر” بالمعنى التقليدي، إلا أن قدرتها على محاكاة الإنتاج الفني باتت تجعلها جزءًا من النقاش الجاد حول مستقبل الإبداع في عصر الذكاء الاصطناعي.
🧠 الفن في عصر الخوارزميات: تهديد أم تكامل؟
يبدو أن العالم يتجه نحو تكامل جديد بين الإنسان والآلة، حيث لا تحل التقنية محل الإنسان، بل تُعيد تعريف الأدوار.
ويؤكد ميلر أن Ai-Da ليست بديلاً للفنان البشري، بل مرآة عاكسة لتطورات التكنولوجيا وتفاعلات الإنسان معها، مضيفًا:
“ليس الأمر مرعبًا فقط حين تنظر في عيني الروبوت، بل أيضًا عندما تنطق باسمك.”
🔚 ختامًا
في عالم تتقاطع فيه التكنولوجيا مع الفن، يظهر الروبوت Ai-Da كمؤشر مبكر على تحولات ثقافية وفكرية عميقة. وربما لا يكون السؤال الحقيقي هو “هل Ai-Da فنانة؟”، بل: “هل نحن مستعدون لإعادة تعريف الفن والإبداع في ضوء الذكاء الاصطناعي؟”
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.