تقنيات جديدة

الذكاء الاصطناعي يغزو عالم التنجيم في تايلاند: بديل سريع ورخيص في أرض التقاليد الروحية

كتبت: أمل علوي

0:00

 

في قلب تايلاند، حيث تتعانق التقاليد البوذية العميقة مع ممارسات التنجيم الموروثة عبر القرون، يجد الذكاء الاصطناعي أرضًا خصبة لينمو كمنجم عصرٍ جديد. شهدت البلاد موجةً متصاعدة من الشباب التايلاندي يتجهون إلى أدوات مثل “شات جي بي تي” (ChatGPT) لاستطلاع غموض المستقبل، متحدين بذلك التقاليد الراسخة لـ “مور دوو” (Mor Doo) أو “الأطباء المبصرين”.

من المواعيد المتأخرة إلى النقرات الفورية:
عانت “وان” (28 عامًا) من الانتظار شهورًا لموعدٍ مع منجمها التقليدي، متحمّلةً تكلفة 599 بات تايلاندي (نحو 13.55 جنيه إسترليني) للساعة الواحدة. لكن تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي أشادت بدقة “شات جي بي تي” في قراءة الأبراج وخطط الولادة، فقرّرت تجربته. بعد أن قدمت بيانات ميلادها، حصلت على تحليل لعلاقتها مع شريكها، وصف أحد الطرفين بأنه “عابس” والآخر بأنه “مفرط في التحليل”، مع توصيات بتحسين التواصل.

ظاهرة رقمية بجذور عميقة:
لا تقتصر ممارسة التنجيم في تايلاند على الفضول الشخصي؛ فهي جزء من نسيج ثقافي يؤثر في قرارات السياسيين وكبار المستثمرين وحتى الطلاب القلقين. تشير تقديرات “جامعة التجارة التايلاندية” إلى أن سوق السلع والخدمات الروحية يتراوح قيمته بين 304 و456 مليون دولار. وتؤكد دراسة حديثة لـ “بنك كرونجسري” أن جيل الشباب هو الأكثر شراءً لهذه الخدمات عبر الإنترنت، مع تصدّر تطبيقات التنجيم الرقمي لقائمة اهتمامات جميع الفئات العمرية.

القلق والفضول في العصر الرقمي:
يُفسر “جيرابات وانغشاروين” (27 عامًا)، صانع المحتوى المعروف بـ “Nesh the Wizard” على تيك توك، هذه الظاهرة بالقول: “الخلاصة الرئيسية هي أن الناس يريدون التخلص من قلقهم بأسرع وقت ممكن… في الواحدة صباحًا، يلجأون إلى شات جي بي تي”. ويضيف: “الأسهل عليهم [الشباب] التحدث إلى الروبوتات بدلاً من البشر”. هذا الرأي يجد صدى لدى البروفيسورة المساعدة في الأنثروبولوجيا بجامعة ماهيدول، “روتشي أجاروال”، التي تربط بين ازدياد البحث عن التنجيم وفترات عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، مشيرةً إلى أن جائحة كوفيد-19 والعزلة الاجتماعية زادتا من هذه الحاجة لدى الشباب.

حدود الروبوتات وخصوصية البيانات:
رغم الإقبال، تثير هذه الممارسة تساؤلات حول خصوصية البيانات الحساسة (مثل صور الوجه وبصمات الكف وتفاصيل الولادة). كما يختلف الخبراء حول جدواها. “أجارن بار” (Ajarn Par)، منجمة شهيرة في بانكوك، تعترف بقدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم بيانات فلكية، لكنها تشكك في قدرته على تقديم إرشاد حقيقي: “لتقديم توجيه سليم، تحتاج إلى خبرة حياتية… لدى المنجمين البشريين حدس إنساني”. وتشبّه دور المنجم بـ “المعالج النفسي” الذي يستمع في أصعب اللحظات، مؤكدةً: “الروبوت لا يستطيع لمس مشاعرك”.

تعايش القديم والجديد:
تختتم “وان” تجربتها برؤية متوازنة: المنجم البشري يمنحها قراءة الوجوه وردود الفعل، بينما يقدم الذكاء الاصطناعي السرعة والتكلفة المنخفضة وإمكانية السؤال المتكرر دون حرج. يبدو أن أرض التقاليد الروحية في تايلاند تشهد ولادة نموذج هجين، حيث لا يلغي الذكاء الاصطناعي المنجم التقليدي، بل يقدم بديلاً عصريًا يلبي حاجة جيل رقمي يعيش في عالمٍ مليءٍ بعدم اليقين.

هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

Main Heading Goes Here
Sub Heading Goes Here

No, thank you. I do not want.
100% secure your website.
Powered by
Main Heading Goes Here
Sub Heading Goes Here

No, thank you. I do not want.
100% secure your website.