الذكاء الاصطناعي واستبدال الوظائف: مستقبل بعيد رغم التوقعات المتسارعة
كتب: محمد شاهين

في ظل التسارع العالمي نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، يتصاعد الجدل حول قدرة هذه التقنيات على استبدال العمالة البشرية. ورغم التوقعات المتفائلة لبعض رواد الأعمال، تشير الأدلة والأبحاث الحديثة إلى أن هذا التحول لا يزال بعيداً عن الواقع، خاصة في المدى القريب.
بين الواقع والتضليل: هل حقاً يحل الذكاء الاصطناعي مكان البشر؟
كشف استطلاع أجرته منصة “أورجفيو” لأكثر من 1000 من قادة الأعمال أن أكثر من نصف الشركات التي قامت بتسريح موظفين اعتقاداً منها أن الذكاء الاصطناعي سيحل محلهم بحلول 2025، تعاني الآن من ندمٍ على قراراتها المتسرعة. وتؤكد هذه النتائج تحذيرات الخبراء من أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كبديل للبشر لا يزال سابقاً لأوانه.
لماذا لا يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي الآن؟
عدم نضج التكنولوجيا: رغم الإعلانات الكبرى لشركات مثل “مايكروسوفت” و”Salesforce” عن ميزات ذكاء اصطناعي لإدارة العمليات المالية والتسويقية، تظل هذه الأدوات محدودة الكفاءة وتتطلب إشرافاً بشرياً مستمراً.
مخاطر أمن البيانات: تتردد الشركات في مشاركة بياناتها الحساسة مع منصات الذكاء الاصطناعي خوفاً من استغلالها أو اختراقها، خاصة مع غياب ضمانات حقيقية من الشركات المطورة.
التكلفة الباهظة: يقتصر بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة حالياً على الشركات العملاقة مثل “ميتا” و”جي بي مورجان”، بينما تعجز الشركات الصغيرة والمتوسطة عن تحمل تكاليف تطوير نماذجها الخاصة.
دراسات واقعية: الذكاء الاصطناعي لم يغير اللعبة بعد
أظهرت دراسة دنماركية شملت 25 ألف عامل و7 آلاف شركة بين عامي 2023 و2024 أن الذكاء الاصطناعي لم يؤثر بشكل ملحوظ على الإنتاجية أو ساعات العمل في أي مهنة. كما أكد الباحثون أن الأدوات الحالية لا تعدو كونها “محركات بحث مُحسَّنة” تُسهِّل المهام البسيطة مثل الترجمة أو البحث عن معلومات، لكنها عاجزة عن تنفيذ المهام المعقدة التي تتطلب قرارات استراتيجية.
مستقبل الذكاء الاصطناعي: آمال كبيرة وتحديات أكبر
لا شك أن التطورات التقنية ستجعل الذكاء الاصطناعي أكثر دقة وموثوقية مع الوقت، لكن الطريق طويل قبل أن تحل الروبوتات الذكية محل العمال في قطاعات مثل البناء أو التصنيع، أو تعتمد الشركات على أنظمة مستقلة تماماً لإدارة العمليات المالية أو خدمة العملاء. وفي النهاية، يبقى التحدي الأكبر هو موازنة الفرص مع المخاطر، والاستثمار في تدريب العمالة البشرية لمواكبة العصر الجديد بدلاً من الاستغناء عنها.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.