التمريض الذكي: كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل الرعاية الصحية ويواجه مقاومة الممرضين البشريين
كتب: محمد شاهين

مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، بدأت المستشفيات في تبني برامج ذكية لأتمتة المهام التي كانت تُنفذ تقليدياً بواسطة الممرضين والمساعدين الطبيين. ومع ذلك، يواجه هذا التوجه مقاومة من قبل الممرضين البشريين الذين يعبرون عن مخاوفهم بشأن تأثير هذه التكنولوجيا على جودة الرعاية الصحية وحياتهم المهنية.
الذكاء الاصطناعي في التمريض: فرص وتحديات
أحد أبرز الأمثلة على هذا التحول هو “آنا”، برنامج ذكاء اصطناعي طورته شركة “هيبوقراطيك إيه آي”. آنا قادرة على التواصل مع المرضى على مدار الساعة، بلغات متعددة، لتقديم الدعم والإجابة على الأسئلة المتعلقة بالمواعيد الطبية. هذه الأداة الذكية تهدف إلى تخفيف العبء عن الممرضين البشريين، الذين يعانون من الإرهاق ونقص العمالة في العديد من المستشفيات.
إلى جانب آنا، تستخدم مئات المستشفيات برامج ذكاء اصطناعي متقدمة لمراقبة العلامات الحيوية للمرضى، واكتشاف الحالات الطارئة، وتنفيذ خطط رعاية مفصلة. هذه المهام كانت تُنفذ سابقاً بواسطة الممرضين والمهنيين الصحيين، مما يسلط الضوء على الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في تحويل الرعاية الصحية.
ردود فعل الممرضين البشريين
على الرغم من الفوائد التي تقدمها هذه التكنولوجيا، يعبر الممرضون البشريون عن قلقهم بشأن تأثيرها على جودة الرعاية الصحية. تقول ميشيل ماهون، من اتحاد الممرضين الوطنيين الموحد (NNU)، إن المستشفيات تسعى إلى استبدال الممرضين بأدوات ذكاء اصطناعي قد لا تفهم تعقيدات الرعاية الصحية بشكل كامل.
وأضافت ماهون: “النظام بأكمله مصمم لأتمتة المهام، وتقليل الحاجة إلى المهارات البشرية، وفي النهاية استبدال مقدمي الرعاية.” وقد نظم الاتحاد أكثر من 20 مظاهرة في مستشفيات مختلفة للمطالبة بحق الممرضين في المشاركة في قرارات استخدام الذكاء الاصطناعي، والحماية من العقوبات إذا قرروا تجاهل النصائح الآلية.
تصريحات مسؤولي الصحة
تصاعدت المخاوف في يناير الماضي عندما اقترح روبرت إف. كينيدي جونيور، وزير الصحة القادم، أن ممرضي الذكاء الاصطناعي “بكفاءة أي طبيب” يمكن أن يساعدوا في تقديم الرعاية في المناطق الريفية. كما أشار الدكتور محمد أوز، المرشح للإشراف على برامج “ميديكير” و”ميديكيد”، إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن “يحرر الأطباء والممرضين من الأعباء الإدارية.”
مستقبل الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية
بينما ترى المستشفيات في الذكاء الاصطناعي حلاً لمشاكل الإرهاق ونقص العمالة، يبقى السؤال حول كيفية تحقيق التوازن بين كفاءة التكنولوجيا والحاجة إلى الرعاية الإنسانية. يتطلب هذا التحول تعاوناً وثيقاً بين المطورين والمهنيين الصحيين لضمان أن تعزز التكنولوجيا جودة الرعاية دون إهمال الجانب البشري.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي