الاقتصاد الدائم التشغيل: الذكاء الاصطناعي يُحدِث ثورةً تتطلّب سرعةً وتكيّفًا من الشركات
كتبت: أمل علوي

يُساهم الذكاء الاصطناعي بشكلٍ كبير في بناء “اقتصاد دائم التشغيل” (Always-On Economy)، وهو نموذج اقتصاديّ يعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، يُقدّم الخدمات والمنتجات على مدار الوقت، ويستجيب لاحتياجات العملاء على الفور. لكنّ هذا التحوّل السريع يتطلّب من الشركات سرعةً في التكيّف وتبنيّ استراتيجياتٍ جديدةٍ لمواكبة هذا التغيير الجذريّ.
يُتيح الذكاء الاصطناعي للشركات إمكانية أتمتة العمليات، تحليل البيانات الضخمة، تخصيص تجربة العملاء، والتنبؤ بالطلبات، مما يُمكّنها من تقديم خدماتٍ متواصلةٍ وعالية الكفاءة. فمثلاً، تُستخدم روبوتات الدردشة المُعتمدة على الذكاء الاصطناعي لتقديم الدعم الفوريّ للعملاء على مدار الساعة، بينما تُستخدم أنظمة التحليل التنبؤيّ لتحديد الطلبات المُستقبلية وتنظيم الإنتاج والإمدادات وفقًا لذلك.
لكنّ الانتقال إلى اقتصاد دائم التشغيل يتطلب من الشركات أكثر من مجرد تبنيّ تقنيات الذكاء الاصطناعي. فهي تحتاج إلى إعادة هيكلة عملياتها، وتدريب موظفيها على استخدام هذه التقنيات، وتطوير ثقافةٍ تنظيميةٍ تُشجّع على الابتكار والسرعة في الاستجابة. كما يجب عليها ضمان أمن البيانات وحماية الخصوصية، والتعامل مع التحديات الأخلاقية والقانونية المُرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
يُواجه العديد من الشركات تحدياتٍ في مواكبة هذا التحوّل، مثل نقص المهارات في مجال الذكاء الاصطناعي، والصعوبات في دمج هذه التقنيات في البنية التحتية القائمة، وكذلك التكاليف العالية المُرتبطة بتبنيّ هذه التقنيات. لذلك، يُنصح الشركات بالبدء بخطواتٍ صغيرةٍ ومدروسة، والتعاون مع خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي، والتعلّم من تجارب الشركات الأخرى الناجحة في هذا المجال.
إنّ تبنّي اقتصاد دائم التشغيل يُمثّل فرصةً هائلةً للشركات لتحسين كفاءتها، زيادة أرباحها، وتحسين تجربة عملائها. لكنّ النجاح في هذا المجال يتطلّب سرعةً في التكيّف، واستثمارًا ذكيًا في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإعادة هيكلة العمليات الداخلية، وتطوير الكفاءات البشرية.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.