استثمار مثير للجدل: واشنطن تفحص تمويل شركة أمريكية لـ”مانوس” الصينية الناشئة في الذكاء الاصطناعي
كتبت: أمل علوي

تخضع صفقة استثمارية قيمتها 75 مليون دولار بين شركة بينشمارك (Benchmark) الأمريكية وشركة مانوس إيه آي (Manus AI) الصينية الناشئة لمراجعة حكومية أمريكية، وسط مخاوف من انتهاك قيود الاستثمار في التكنولوجيا الصينية التي فرضتها واشنطن عام 2023. الصفقة، التي رفعت قيمة “مانوس” إلى نصف مليار دولار، تثير تساؤلات حول ثغرات تنظيمية قد تستغلها الشركات لتجاوز العقوبات.
1. تفاصيل الصفقة: لماذا تتدخل واشنطن؟
الاستثمار المُستهدف: قادت “بينشمارك” جولة تمويلية لـ”مانوس إيه آي”، المتخصصة في تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي (AI Agents) لقطاعات مثل الخدمات اللوجستية والرعاية الصحية.
سبب المراجعة: تشكك وزارة الخزانة الأمريكية في مدى توافق الصفقة مع لوائح 2023 التي تحظر الاستثمار في شركات صينية تعمل في تقنيات حساسة مثل الذكاء الاصطناعي المتقدم.
حجة بينشمارك: أكد محامو الشركة أن “مانوس” لا تُطور نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها، بل تعتمد على تحسين نماذج موجودة (“رَابِط” أو Wrapper)، كما أنها مسجلة في جزر كايمان – وهو هيكل شائع للشركات الصينية لجذب التمويل الأجنبي.
2. إشكالية التسجيل: هل “جزر كايمان” تُخفي الهوية الصينية؟
تُستخدم هيكليات التسجيل الخارجية (مثل جزر كايمان) بشكل متكرر من قبل شركات صينية كبرى مثل علي بابا لتسهيل الوصول إلى أسواق المال العالمية. لكن المراجعة الحالية تُسلط الضوء على:
مخاوف أمنية: احتمال استغلال هذه الثغرة لتجاوز القيود الأمريكية.
اتهامات بالتمويه: انتقادات لـ”مانوس” بأنها صينية الجوهر رغم تسجيلها الخارجي، خاصة مع وجود فريقها التقني ومراكز بياناتها في الصين.
3. ردود الفعل: انتقادات من قطاع التكنولوجيا
تصاعدت الانتقادات بعد تعليقات ديليان أسباروهوف، الشريك في صنديق فاوندرز فاند، الذي كتب على منصة إكس:
“أوه، هل للأفعال عواقب؟”، في إشارة ساخرة إلى مخاطر استثمار “بينشمارك” في ظل التوترات الجيوسياسية.
تحذيرات من سابقة خطيرة: خشية أن تشجع الصفقة شركات أخرى على استخدام “حيل قانونية” مماثلة لاختراق القيود.
4. تداعيات محتملة: ماذا لو فشلت المراجعة؟
عقوبات على بينشمارك: في حال إثبات انتهاك اللوائح، قد تتعرض لغرامات أو حظر من استثمارات مستقبلية في قطاعات حساسة.
تأثير على الشركات الناشئة: تصعيد واشنطن إجراءاتها لسد ثغرات التسجيل الخارجي، مما يعقد خطط التمويل للشركات الصينية.
تصعيد جيوسياسي: تأكيد الصين على حقها في تطوير تكنولوجيا محلية دون “عقاب جماعي” من الغرب.
الخلاصة:
مراجعة صفقة “مانوس” ليست مجرد إجراء روتيني، بل اختباراً حاسماً لجدية السياسة الأمريكية في مواجهة التحدي التكنولوجي الصيني. فالنقاش هنا يتجاوز الاستثمارات ليصل إلى جوهر الصراع: من يملك حق كتابة قواعد اللعبة في عصر الذكاء الاصطناعي؟
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.