إعادة هيكلة تاريخية في OpenAI: دمج فريق “شخصية” ChatGPT وولادة مختبرات جديدة وتوسع نحو سوق الوظائف
كتب -محمد شاهين

أقدمت “أوبن إيه آي” (OpenAI) على خطوة تنظيمية كبيرة بإعادة هيكلة فريق سلوك النماذج (Model Behavior)، الفريق البحثي الصغير لكن شديد التأثير المسؤول عن تشكيل شخصية ونمط تفاعل نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة، مثل ChatGPT، مع المستخدمين.
الدمج مع فريق ما بعد التدريب
كشفت وثيقة داخلية، وفقاً لتقرير خاص بـ TechCrunch، عن خطة لدمج فريق سلوك النماذج، الذي يضم قرابة 14 باحثاً، مع فريق ما بعد التدريب (Post Training)، وهو مجموعة بحثية أكبر مسؤولة عن تحسين نماذج الذكاء الاصطناعي بعد تدريبها الأولي. وسيقدم الفريق المدمج الآن للقائد ماكس شوارزر. وأكد متحدث باسم “أوبن إيه آي” صحة هذه التغييرات.
قائدة الفريق تؤسس لمشروع طموح جديد
ترافق هذه الخطوة انتقال جوآن جانج، القائدة المؤسسة للفريق، لبدء فصل جديد في مسيرتها بالشركة. حيث أعلنت جانج عن تشكيل فريق بحثي جديد تحت اسم “OAI Labs”، سيكون مسؤولاً عن “اختراع ونمذجة واجهات جديدة للتعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي”، متجاوزة بذلك نموذج الدردشة السائد.
فريق صغير بأثر كبير
يُعتبر فريق سلوك النماذج أحد أهم الفرق البحثية في “أوبن إيه آي”، حيث تولى مسؤوليات حساسة مثل:
تشكيل شخصية نماذج الذكاء الاصطناعي.
مكافحة التملق (Sycophancy): وهي الظاهرة حيث توافق النماذج على معتقدات المستخدم وتعززها بشكل أعمى، حتى لو كانت غير صحية.
التعامل مع التحيز السياسي في ردود النماذج.
المساعدة في تحديد موقف الشركة من قضايا مثل الوعي في الذكاء الاصطناعي.
سياق من التحديات والتدقيق
تأتي إعادة الهيكلة في وقت تواجه فيه “أوبن إيه آي” تدقيقاً متزايداً حول سلوك نماذجها. فقد أثارت التعديلات على نموذج GPT-5، الذي قلل من التملق لكنه بدأ “أكثر برودة” للمستخدمين، موجة انتقادات اضطرت معها الشركة لإعادة نشر نماذج قديمة مثل GPT-4o وتحديث النموذج الجديد ليكون “أكثر دفئاً وودية”.
وصلت حدة التحديات إلى حد رفع دعوى قضائية من قبل والدي فتى يبلغ من العمر 16 عاماً، alleging أن نسخة من ChatGPT مدعومة بـ GPT-4o فشلت في تقديم الدعم المناسب لابنهم الذي كان يعاني من أفكار انتحارية.
التوسع نحو آفاق جديدة: منصة التوظيف والتدريب
بالتوازي مع إعادة الهيكلة الداخلية، كشفت “أوبن إيه آي” عن خطط طموحة للتوسع في أسواق جديدة بعيداً عن نطاق ChatGPT الاستهلاكي، أبرزها:
منصة OpenAI للوظائف: تطوير منصة توظيف تعمل بالذكاء الاصطناعي لربط الشركات بالموظفين، يتوقع إطلاقها بحلول منتصف عام 2026. هذه الخطوة من شأنها وضع “أوبن إيه آي” في منافسة مباشرة مع LinkedIn، التي تمتلكها مايكروسوفت (أكبر داعم مالي لـ OpenAI).
شهادات OpenAI: إطلاق برنامج شهادات من خلال “الأكاديمية” التابعة للشركة لتقييم مستوى “الطلاقة في التعامل مع الذكاء الاصطناعي” للأفراد، بهدف إطلاق تجربة أولية أواخر 2025 والوصول إلى 10 ملايين أمريكي معتمد بحلول 2030، بالشراكة مع عملاق التجزئة وولمارت.
هذه التحركات الكبرى تظهر إستراتيجية “أوبن إيه آي” للتطور من مجرد شركة تقدم chatbot إلى منصة شاملة تؤثر على مستقبل العمل والتدريب والتعامل مع التكنولوجيا.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.