من الدوجو إلى الكورتكس: قصة مشروع تيسلا الفاشل للكمبيوتر الخارق وأزمة الشركة في سباق الذكاء الاصطناعي
كتب -محمد شاهين

كشفت تقارير حديثة عن نهاية مفاجئة لمشروع “دوجو” (Dojo)، الكمبيوتر الخارق الذي كان يُفترض أن يمنح تيسلا الريادة في مجال القيادة الذاتية، حيث أقدم إيلون ماسك على حل الفريق المختص وتوجيه كل الموارد نحو مشروع جديد يحمل اسم “كورتكس” (Cortex) معتمداً على معالجات إنفيديا، في اعتراف ضمني بفشل واحد من أكثر المشاريع طموحاً في تاريخ الشركة.
رحلة مشروع دوجو: من الطموح إلى الإلغاء
2019: أول إعلان عن دوجو خلال “يوم الحكم الذاتي” مع وعد بأن جميع سيارات تيسلا تحتوي على硬件 necesario للقيادة الذاتية الكاملة.
2021: إطلاق رسمي للدوجو خلال “يوم الذكاء الاصطناعي” مع الكشف عن شريحة D1 المخصصة.
2023: بدء الإنتاج ووعد ماسك باستثمار مليار دولار في المشروع، مع وعد بتحقيق 100 exaflops بحلول 2024.
2024: تحول في الاستراتيجية والاعتراف بالاعتماد المتزايد على معالجات إنفيديا (H100) بسبب صعوبات التوريد.
2025: الإعلان الرسمي عن إلغاء المشروع وحل الفريق، بعد خسائر تقدر بـ 5 مليارات دولار على الأقل.
لماذا فشل الدوجو؟
أظهر التحليل أن فشل المشروع يعود لأسباب تقنية واستراتيجية متعددة:
التحديات التقنية: عدم قدرة تصميم الدوجو على منافسة أداء وكفاءة معالجات إنفيديا الجديدة (H100/H200).
أزمة الموارد: تحويل آلاف الرقائق المخصصة لتيسلا إلى مشاريع ماسك الأخرى (X و xAI).
التخطيط غير الواقعي: تقديم وعود غير قابلة للتحقيق بالمواعيد النهائية والقدرات الأدائية.
مرحلة ما بعد الدوجو: تحول كامل إلى “كورتكس”
مع إلغاء الدوجو، أصبح “كورتكس” – وهو تجمع كمبيوتر خارق يعتمد بالكامل على 50,000 معالج من إنفيديا – حجر الزاوية في استراتيجية تيسلا للذكاء الاصطناعي. كما أبرمت تيسلا صفقة بقيمة 16.5 مليار دولار مع سامسونج لتطوير الجيل القادم من رقائق الذكاء الاصطناعي (AI6)، والتي من المفترض أن تعمل على كل من السيارات والإنسان الآلي “أوبتيموس” ومراكز البيانات.
تأثير الفشل على مستقبل تيسلا
يمثل إلغاء الدوجو ضربة لإستراتيجية ماسك الطموحة في جعل تيسلا شركة رائدة في الذكاء الاصطناعي وليس فقط في صناعة السيارات الكهربائية. كما يثير تساؤلات حول:
مستقبل نظام القيادة الذاتية الكاملة (FSD): وما إذا كان الاعتماد على硬件 خارجي سيبطئ من وتيرة التطوير.
المصداقية التقنية: بعد سنوات من الوعود الكبيرة حول تفوق الدوجو.
المنافسة: في سباق الذكاء الاصطناعي الذي تهيمن عليه حالياً شركات مثل إنفيديا وأمازون وميكروسوفت.
خاتمة: درس في مخاطر الابتكار المنعزل
قصة دوجو تقدم درساً مهماً حول صعوبة محاولة بناء بنية تحتية的计算ية متطورة في عزلة عن السوق التقني السائد. في سباق الذكاء الاصطناعي السريع، يبدو أن التعاون والشراكة مع لاعبين راسخين قد يكون أكثر كفاءة من محاولة الابتكار المنعزل، حتى بالنسبة لشركة طموحة مثل تيسلا.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.