مفارقة المعرفة والاستخدام: دراسة تكشف أن قلة فهم الذكاء الاصطناعي تدفع إلى الاعتماد عليه أكثر
كتبت:- أمل علوي

كشفت دراسات ونقاشات حديثة في مجال التكنولوجيا عن مفارقة غريبة؛ إذ يبدو أن المستخدمين الذين يمتلكون معرفة أقل عن تفاصيل وآليات عمل الذكاء الاصطناعي (AI) هم الأكثر ميلاً لاستخدامه واعتماد عليه في مهامهم اليومية، مقارنةً بالخبراء أو المطلعين على تعقيداته.
فجوة الثقة والسهولة المتصورة
أشارت الأبحاث إلى أن المستخدم العادي، الذي لا يفهم التعقيدات التقنية للذكاء الاصطناعي، غالباً ما ينظر إليه على أنه أداة سحرية قادرة على حل المشكلات. هذه “السهولة المتصورة” تقلل من الحواجز النفسية أمام الاستخدام. في المقابل، قد يكون المطلعون على التقنية أكثر وعياً بحدود الذكاء الاصطناعي، وأخطائه المحتملة، وتحيزاته، وتكاليفه التشغيلية الباهظة، مما يجعلهم أكثر حذراً وتقييداً لاعتمادهم عليه.
تأثير وهم المعرفة والرهبة التقنية
يعزو الخبراء هذه المفارقة إلى عاملين رئيسيين:
وهم المعرفة (Illusion of Knowledge): حيث يعتقد المستخدم غير المطلع أنه يفهم كفاية كيفية عمل الأداة لاستخدامها بشكل فعال، دون الغوص في التعقيدات التي قد تثنيه.
الرهبة من التعقيد (Fear of Complexity): على العكس من ذلك، يمكن للمعرفة المتعمقة أن تخلق نوعاً من الرهبة أو التردد، حيث يدرك المستخدم حجم المهمة والصعوبات التقنية الكامنة وراء تطويره وتشغيله بشكل مسؤول.
تأثير التسويق وتجربة المستخدم
يلعب تسويق منتجات الذكاء الاصطناعى دوراً محورياً في تعزيز هذه المفارقة. حيث تقدم الشركات التقنية منتجاتها على أنها بسيطة، بديهية، وقادرة على أداء المهام المعقدة بنقرة زر واحدة. هذا التسويق الموجّه للمستخدم العادي، الذي يهمل ذكر التعقيدات، يعزز الثقة ويشجع على الاستخدام دون الحاجة إلى خلفية عميقة.
تحديات مسؤولية الاعتماد الأعمى
يحذر خبراء أخلاقيات التكنولوجيا من مخاطر هذا الاعتماد الواسع على تقنية غير مفهومة جيداً من قبل العامة. فقد يؤدي ذلك إلى:
انتشار المعلومات المغلوطة الناتجة عن “هلوسة” الذكاء الاصطناعي.
تفويض قرارات مهمة لأدوات لا يمكن المحاسبة على قراراتها.
إضفاء الشرعية على نتائج متحيزة أو غير عادلة دون تدخل بشري ناقد.
نحو توازن بين المعرفة والاستخدام
تُظهر هذه المفارقة الحاجة الملحة إلى سد الفجوة بين المستخدمين والمطورين. لا يعني التشجيع على فهم الذكاء الاصطناعي التوقف عن استخدامه، بل السعي towards استخدام أكثر وعياً ونقداً. إن تعزيز “محو الأمية الرقمية” في مجال الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورياً لضمان أن يكون اعتمادنا على هذه التقنية transformative قائماً على الثقة المستنيرة وليس على الجهل المبسط.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.