
أثارت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية جدلاً واسعاً بعد إطلاقها أداة ذكاء اصطناعي تُدعى “Insight” تهدف إلى تقديم وجهات نظر مختلفة حول المقالات الرأي المنشورة على موقعها. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الصحيفة لتوفير منصة أكثر شمولية للرأي العام، لكنها واجهت انتقادات من نقابة الصحفيين التابعين لها، الذين أعربوا عن قلقهم بشأن تأثير هذه الأداة على مصداقية الأخبار.
وفي مثال لافت، نشرت الصحيفة مقال رأي في الأول من مارس كتبته ثلاث منتجات أفلام وثائقية، هن راشيل أنتيل، وستيفاني جينكينز، وجينيفر بيتروسيللي، تحذر فيه من مخاطر الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجال الأفلام الوثائقية. وجاء في المقال أن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل غير منظم قد يقوض ثقة الجمهور في مصداقية الصور والمحتوى المرئي.
بعد نشر المقال، قدمت أداة “Insight” رداً مطولاً يتجاوز 150 كلمة، تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، يدافع عن التكنولوجيا ويجادل بأنها “تجعل سرد القصص التاريخية أكثر ديمقراطية”. كما أشار الرد إلى أن التطورات التكنولوجية يمكن أن تتعايش مع الضوابط الأمنية، وأن التنظيم المفرط قد يعيق الابتكار.
وقالت الأداة الذكية: “يجادل المؤيدون بأن إمكانات الذكاء الاصطناعي في التعبير الفني والتعليم تفوق مخاطر سوء استخدامه، شريطة أن يحافظ المستخدمون على الوعي النقدي”.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الردود الذكية يتم إنشاؤها بالشراكة مع شركة “Perplexity” المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، بينما يتم تحليل وجهات النظر السياسية للمقالات بالتعاون مع منصة “Particle News”.
من جهته، دافع الدكتور باتريك سون-شيونغ، الملياردير المالك للصحيفة، عن هذه الأداة، قائلاً إنها تهدف إلى تقديم “وجهات نظر من جميع الأطراف” وتجنب إنشاء “غرفة صدى” تعزز وجهة نظر واحدة فقط. وأضاف في تغريدة على منصة “X”: “هذا يدعم مهمتنا الصحفية ويساعد القراء على فهم القضايا التي تواجه الأمة”.
لكن نقابة صحفيي لوس أنجلوس تايمز، التي تمثل العاملين في الصحيفة، عبّرت عن معارضتها لهذه الخطوة. وقال مات هاميلتون، نائب رئيس النقابة، في بيان: “نحن نؤيد الجهود الرامية إلى تحسين معرفة القراء بالصحافة وتمييز الأخبار عن الرأي، لكننا لا نعتقد أن هذه الأداة – التي تعتمد على تحليل غير مراجَع من قبل المحررين – ستسهم في تعزيز الثقة في وسائل الإعلام. على العكس، قد تؤدي إلى مزيد من تآكل الثقة في الأخبار”.
وأشارت الصحيفة إلى أن أداة الذكاء الاصطناعي تُستخدم حصرياً للتعليق على مقالات الرأي، وليس على التقارير الإخبارية. ومن المتوقع أن تكون معظم الردود الذكية حول مواضيع مختلفة، وليس بالضرورة حول الذكاء الاصطناعي نفسه.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي