صور مُولّدة بالذكاء الاصطناعي تُثير جدلاً سياسياً في إيطاليا: اتهامات بالتحريض على الكراهية
كتب: محمد شاهين

أثارت صورٌ مُولّدةٌ بواسطة الذكاء الاصطناعي، ونُشرت على منصات التواصل الاجتماعي من قبل حزب الرابطة الإيطاليّ اليميني المتطرف، جدلاً واسعًا في إيطاليا، مُتلقيةً اتهاماتٍ بالعنصرية وكراهية الأجانب والإسلاموفوبيا. وقد تقدّمت أحزابٌ معارضةٌ بشكوى رسمية إلى هيئة تنظيم الاتصالات الإيطالية (Agcom) للتحقيق في الأمر.
تُظهر الصور المُولّدة بالذكاء الاصطناعي، والتي بلغ عددها عشرات الصور خلال الشهر الماضي، رجالًا من ذوي البشرة السمراء، غالباً ما يحملون سكاكين، يهاجمون نساءً أو ضباط شرطة. وقد وصفت أحزابٌ معارضةٌ، بضمنها الحزب الديمقراطيّ، الحزب الأخضر، والتحالف اليساري، هذه الصور بأنها تُمثّل “جميع أنواع خطاب الكراهية”، مُشدّدةً على أنّها تستهدف فئاتٍ معينةً من الناس، مثل المهاجرين والعرب، وتُصوّرهم كمجرمين محتملين أو لصوص أو مغتصبين.
وقد أشار السيناتور أنطونيو نيشيتا من الحزب الديمقراطيّ إلى أنّ الصور ليست عنيفةً فحسب، بل مُضلّلةً أيضًا، حيث يتمّ طمس وجوه الضحايا، مُضلّلةً المستخدمين للاعتقاد بأنّ الصورة حقيقية. كما أضاف النائب فرانشيسكو إميليو بوريللي من الحزب الأخضر والتحالف اليساري أنّ استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء هذه الصور يُمثّل جزءًا من استراتيجيةٍ لإثارة الخوف بين المواطنين.
من جهته، أقرّ متحدثٌ باسم حزب الرابطة بأنّ بعض الصور نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي، مُدافعًا عن أنّ الصور تُرافق تقاريرٍ إخبارية حقيقية من صحف إيطالية، وأنّها تُظهر وقائع حقيقية، وأنّ عدم استخدام صورٍ مُشرقةٍ مع هذه الجرائم لا يُعدّ مُشكلةً.
وقد أكّد الخبير في مجال تحليل الصور المُولّدة بالذكاء الاصطناعي، سالفاتوري رومانو، أنّ الصور تحمل جميع سمات الذكاء الاصطناعي، مُعبّرًا عن قلقه من ازدياد واقعية هذه الصور المُولّدة، مما يُزيد من صعوبة التمييز بينها وبين الصور الحقيقية.
وقد تقدّمت الأحزاب المعارضة بشكوى إلى هيئة Agcom، التي قد تُصدر أوامر بإزالة المنشورات، أو حسابات التواصل الاجتماعي، أو تغريم منصات التواصل الاجتماعي في حال ثبوت مخالفة هذه الصور لقانون الخدمات الرقمية التابع للاتحاد الأوروبي. ويُعتبر استخدام صورٍ مُولّدةٍ بالذكاء الاصطناعي لأغراضٍ دعائيةٍ من قبل أحزابٍ يمينيةٍ متطرفة ظاهرةً مُتزايدةً، مُثيرًا مخاوفًا بشأن استخدام هذه التقنية لنشر خطاب الكراهية والتضليل.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.