صناعة الرقائق الإلكترونية: رهان كبير على الذكاء الاصطناعي قد يحمل مخاطره
كتبت: أمل علوي

تُعاني صناعة أشباه الموصلات (الرقائق الإلكترونية) من تركيز مفرط على سوق الذكاء الاصطناعي، مما يُعرّضها لمخاطر كبيرة. فبينما يشهد الطلب على الرقائق المُستخدمة في أنظمة الذكاء الاصطناعي نموًا هائلاً، يُحذّر الخبراء من أن هذا التركيز المُفرط قد يُؤدي إلى اختلالاتٍ في السوق، وتقلباتٍ حادةٍ في الإنتاج، وحتى أزماتٍ مُشابهة لأزمة نقص الرقائق التي شهدها العالم مؤخرًا.
تُعتمد العديد من الشركات المصنّعة للرقائق بشكلٍ كبير على طلبات الذكاء الاصطناعي، مُهمّلةً بذلك قطاعاتٍ أخرى كأجهزة الاستهلاك، والسيارات، والأجهزة الطبية، مما قد يُؤدي إلى نقصٍ في الرقائق المُخصصة لهذه القطاعات في حال حدوث أيّ انخفاضٍ في الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي. كما أن الاعتماد الكلي على سوق واحد يُعرّض هذه الشركات لمخاطر جيوسياسية واقتصادية، فأيّ اضطرابٍ في هذا السوق قد يُؤثّر بشكلٍ سلبيّ على أرباحها واستقرارها.
بالإضافة إلى ذلك، يُلاحظ تزايد الاستثمارات الضخمة في تطوير رقائق الذكاء الاصطناعي، مما يُشجّع على التنافس الشديد بين الشركات، وقد يُؤدي ذلك إلى هدرٍ للموارد، وإنتاجٍ زائدٍ عن الحاجة، مما يُساهم في تقلبات السوق.
يُشدّد الخبراء على ضرورة تنويع مصادر الدخل في صناعة الرقائق، والاستثمار في قطاعاتٍ أخرى، لتجنّب الاعتماد المُفرط على سوق واحد، والتخفيف من حدة المخاطر المُحتملة. كما يجب على الشركات مراعاة التوازن بين الاستثمارات في البحث والتطوير، وتلبية احتياجات السوق الحاليّة، لتفادي حدوث أزماتٍ مُستقبليّة. يُعتبر التخطيط الاستراتيجي المُحكم، والاستشراف المُستقبليّ للدورة الاقتصادية، عناصرًا أساسيةً لضمان استقرار هذه الصناعة الحيويّة.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.